لكل ثمار موسمها الخاص، والذى يحمل الخير لأصحابها أو العاملين بها، فبعد شهور من الإنتظار أمام المحصول يأتى وقت الحصاد، ومن ضمن هذه المواسم، موسم حصاد ثمار المانجو التى بدأت تنتشر بشكل ملفت للانتباه فى محافظة قنا خلال الفترة الأخيرة، وإن كانت تتركز بوضوح فى قرى مركز نجع حمادى، لتضيف مصدراً آخر للرزق والعمل ينشر الفرحة والبهجة بين الأهالى خلال فترة الحصاد التى تعم خيراتها على الجميع.
موسم حصاد المانجو، يبدأ فى قنا مع حلول منتصف يونيو من كل عام ويستمر لحوالى ثلاثة أشهر، تفتح خلالها المزارع والجناين أبوابها لاستقبال التجار بسياراتهم وأقفاصهم، والعمال بأدواتهم، لحصاد الثمار وقطفها من فروع الأشجار، بعدما فترة زمنية تقارب العام، لتبدأ معها تنفيذ الأمنيات التى طال انتظارها وعلى رأسها تزويج البنين والبنات الذى يرتبط بمواسم الزراعة.
فرز المانجو حسب النضج
فيما قال مصطفى عبده، تاجر مانجو، أقيم فى منطقة الرئيسية بنجع حمادى، واعتدت على التعاقد مع أصحاب المزارع أو الجناين، لشراء ما لديهم من ثمار المانجو وهى على الأشجار، لضمان الحصول على مانجو بجودة مميزة، وبالتالى بيعها بسعر مميز، فالثمار التى نحصدها أفرزها بنفسى مع العمال، والمستوية منها توضع فى أقفاص خاصة وتباع مباشرة فى الشادر، أما الخضراء فيتم تخزينها لفترة معينة فى أقفاص لبيعها بعدما تستوى بشكل مناسب.
وتابع عبده، مع حلول منتصف شهر يونيو نبدأ فى حصاد ثمار المانجو، وأستعين بذلك بعدد من العمال المدربين على تسلق الأشجار، لإنزالها بشكل لا يضر بها خاصة التى تكون مستوية، وبعدها نبدأ فرز ثمار المانجو وتعبئتها فى عديات"أقفاص" والذهاب بها إلى الشادر فى القناوية بنجع حمادى، ويبدأ عليها المزاد إلى ان نصل لأعلى سعر، كل يوم بنفس الوضع إلى أن ينتهى موسم حصاد المانجو مع بداية شهر أكتوبر.
أنواع المانجو كثيرة أشهرها العويسى
وأشار تاجر المانجو، إلى أن أنواع المانجو كثيرة ومتنوعة تختلف من مكان لآخر، فبعض الأشجار تتحمل درجات الحرارة المرتفعة فى بلادنا وبعضها لا يتحمل، لكن أشهر الأنواع التى نحصدها ونبيعها هنا فى قنا "بلدى فاخر، زبدية ، عويسى ، ياسمينا ، صديقه، برزونت، تومى.......إلخ" وإن كان الإقبال الأكثر على المانجو العويسى يليها البلدى الفاخر، ثم الزبدية لهواة العصير، وتبدأ أسعارها من 20 جنيها فما فوق حسبن النوعية والجودة.
وقال محمد فؤاد "عامل مانجو"، انتظر قدوم موسم جنى المانجو كل عام، لتعويض فترة الركود التى أعانى منها، كما أننى تعودت على تسلق أشجار المانجو وجنى الثمار باستخدام الخطاف، أو هـز فروع الشجرة، لإسقاط ما بها من ثمار، وفى نهاية اليوم أحصل على يومية مناسبة تلبى الاحتياجات اليومية لى ولأسرتى، ويستمر هذا الأمر حوالى 3 أشهر، أتنقل خلالها من مزرعة لأخرى، حتى تنتهى موسم المانجو.
جنى المانجو يتطلب خبرة
وأضاف فؤاد، تسلق أشجار المانجو لا يتم بطريقة عشوائية، حتى لا يتعرض الشخص للخطر، أثناء هز فروع الأشجار أو استخدام الخطاف لقطف وإسقاط الثمار التى لم تنضج بشكل كافى، وبعدها تتم عملية الفرز بحضور التاجر أو صاحب المزرعة، والبدء فى عملية التعبئة، تمهيداً للبيع فى الشادر المخصص للفواكه، وهو بمثابة موسم خير للجميع.
وأشار فؤاد، إلى أن خبرة وقدرة العامل على جنى الثمار دون تلف أو خسائر، يضمن له سمعة طيبة بين التجار وأصحاب المزارع، للاستعانة به طوال الموسم، ما يوفر عليه عناء البحث عن عمل طوال هذه الفترة، لافتاً إلى أن هناك الكثير من العمال لا يتم الاستعانة بهم فى جنى المانجو لعدم خبرتهم فى التعامل مع مثل هذه الثمار التى تتأثر بشدة أثناء حصادها بطريقة غير مناسبة.