يصادف اليوم ذكرى معركة العقاب، أو معركة لاس نافاس دي تولوسا كما تُعرف باللغة الإسبانية، التي دارت بين قوات الملك ألفونسو الثامن ملك قشتالة ومنافسوه السياسيين سانشو السابع ملك نافارا وألفونسو الثاني ملك البرتغال وبيدرو الثاني ملك أراجون ضد قوات الموحدين حكام الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الأيبيرية ومناطق واسعة من شمال وغرب أفريقيا وقاد قوات الموحدين السلطان محمد الناصر.
معركة العقاب
بدأت المعركة عندما تحرك السلطان محمد الناصر إلى الأندلس واستقر في إشبيلية، مرسلاً جزءًا من جيشه لتحرير قلعة رباح ذات الموقع الاستراتيجي. بعد حصار دام 8 أشهر، استطاع المسلمون الاستيلاء على هذا الحصن. استغل الملك ألفونسو الثامن هذه الفرصة ودعا البابا إنوسنت الثالث إلى إطلاق حملة صليبية في أوروبا، والتي لقت استجابة من البابا والصليبيين.
انتصر الجيش المسيحي في المعركة بعد مقاومة شرسة من المسلمين، نظرًا لعدم تكافؤ القوى وعدم وصول الإمدادات. اضطر السلطان محمد الناصر إلى الفرار بعد رؤيته لهزيمة جيشه وموت ابنه، انسحب إلى إشبيلية ومنها إلى مراكش، حيث توفي قريبًا بعد انتهاء المعركة.
بعد هذا الانتصار، تقدم المسيحيون واستعادوا حصن مدينة أوبيدا، مما أدى إلى مقتل 60 ألف من أهلها. كما يذكر كتاب "الموسوعة الكبرى للجماعات الإسلامية المسلحة" أن معركة العقاب أعلنت بداية نهاية دولة الموحدين في الأندلس، حيث سقطت العديد من مدنها في أيدي الإسبان في السنوات التالية.
بهذا، شكلت معركة العقاب نقطة تحول حاسمة في تاريخ الأندلس وتراجع نفوذ المسلمين فيها، مما مهد الطريق لاستكمال استعادة الأراضي المسيحية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكاتت معركة العقاب إيذانا بنهاية دولة الموحدين.