مع دخول ليلة عاشوراء 2024 يكثر البحث عن سنن ليلة عاشوراء ويومها، حيث جعل الإسلام في يوم عاشوراء بشارة عظيمة فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُكفر بصيامه ذنوب سنة ماضية، وفي السطور التالية نرصد برنامج عملي ليوم عاشوراء، حيث أوصى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بـ «الصيام للقادر على الصيام، التوسعة على الأهل، يحاول أن يفعل ما كان يفعله في رمضان من (صلاة الجماعة، والذكر، وقراءة القرآن، والدعاء)».
سنن مهجورة في ليلة عاشوراء 2024
يوم عاشوراء وليلته من الأيام الشريفة في شهر محرم والعام الهجري الجديد، حيث جاء في فضله الأحاديث النبوية المطهرة، وقد قالت دار الإفتاء المصرية دار الإفتاء، إنه يستحب يوم عاشوراء التوسعة على الأهل؛ لما ورد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى أَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ» أخرجه ابن أبي الدنيا في "النفقة على العيال"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر رضي الله عنه: "جربناه فوجدناه كذلك"، وقال أبو الزبير مثله، وقال شعبة مثله. أخرجه الحافظُ بن عبد البر في "الاستذكار".
ومن السنن المهجورة ليلة عاشوراء الإكثار من الدعاء وقيام الليل فيه فهي من الأمور العظيمة التي ينبغي أن يغتنمها المسلم خاصة في موعد النزول الإلهي وساعة الثلث الأخير من الليل.
كما يسن في ليلة عاشوراء كثرة السجود وأداء السنن والنوافل: قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ : كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ. فَقَالَ لِي : «سَلْ». فَقُلْتُ : «أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ». قَالَ : «أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟» قُلْتُ : «هُوَ ذَاكَ». قَالَ : «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ».
ومن الفرائض العظيمة التي يغفل كثير من المسلمون الصلاة على النبي، ففي هذا اليوم الذي نصومه ونحيي يومه اقتداءً بالنبي عليك ألا تغفل الصلاة على النبي تلك الفريضة التي كتبها الله تبارك وتعالى على أمة النبي الخاتم فقال جل شأنه: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا".
دعاء الاستجابة ليلة عاشوراء
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا، ونسألك باسمك الأعظم الذي إذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به أجبت ؛ يارب يا من لا يرد السائل ، ولا يخيب للعبد الوسائل، يا من لا ينكر فضله ، ولا يؤمن عذابه ، ولا يؤدى شكرانه ؛ نتوجه إليك مضطرين ضارعين وأنت القائل في كتابك الكريم :{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} أن تكشف عنا كل سوء، وتكشف عنا كل ضر ، وأن تقينا شر البلاء والوباء.
اللهم إن كان هذا تأديبا لنا على ذنوبنا فإنا نتوب إليك ونستغفرك ، وإن كان ما وقع تذكيرا لنا بنعمائك وإيقاظا لنا من غفلتنا فإننا نشكرك ونذكرك.
اللهم احفظنا مما تخفيه المقادير، والطف بنا يا عزيز يا قدير، اللهم لا نظلم وأنت حسبنا ، ولن يصيبنا مكروه وأنت ربنا ، فاشرح صدورنا ، ويسر أمورنا ، واشفنا وعافنا واصرف البلاء عنا يا رب العالمين.
اللهم صلِّ على سيِّدنا محمدَ عبدكَ ورسولكَ النبيِّ الأُميِّ وعلى آله وصحبه وسلم. كلما ذكرَك الذاكرون، وغفل عن ذكرهِ الغافلون ، عددَ ما أحاطَ به علمُ الله، وجرى به قلم الله، ونفذَ به حكم اللهِ ، ووسعه علم الله، عددَ كل شيء ، وأضعافَ كل شيء ، وملءَ كل شيء ، عددَ خلق الله ، وزنة عرش الله ، ورضا نفس الله ، ومِدادَ كلمات الله ، عددَ ما كانَ وما يكون وما هو كائن في علم الله ، صلاةً تستغرق العدَ ، وتحيط بالحدِّ ، صلاة دائمة بدَوَام ملكِ الله ، باقيةَ ببقاء الله.
اللهم أنت تعلم ما تكنه الضمائر، وما نقول وما نفعل، عجزت بنا قوانا عن النهوض بأداء ما لك علينا من حقوق ،وضعفت هممنا عن السعي فيما أرشدنا إليه الصادق المصدوق، والطمع فيك يدعونا إلي كثرة السؤال، وحسن الظن بك يبشرنا ببلوغ الآمال، وأنت غني عن عمل العاملين ، وحقيق ببذل السؤال للسائلين، فنسألك اللهم بلسان شهد لك بالتوحيد أن تجعلنا من صالحي العبيد ، وأن تفتح لنا في العلم بك فتوح العارفين، وأن تجمع لنا في الأخذ عنك بين عين اليقين وحق اليقين.