يتساءل الكثيرون عما ثبت من أحداث يوم عاشوراء في السُنة النبوية، خاصة مع اقتراب دخول ليلة عاشوراء 2024، وفي ظل ما يحظى به يوم عاشوراء من اهتمام خاص لتكفيره ذنوب عامٍ مضى نرصد ما ثبت من أحداث يوم عاشوراء في السُنة النبوية المطهرة.
أحداث يوم عاشوراء في السنة النبوية
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم ويصادف هذا العام يوم غدٍ الثلاثاء 16 يوليو 2024 / 10 محرم 1446 ، وقد جاء في شأن يوم عاشوراء وأحداثه عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُما (أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَدِمَ المدينةَ فوَجَدَ اليهُودَ صِيامًا يومَ عاشُوراءَ، فقالَ لهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ما هذا اليومُ الذي تَصُومُونَهُ»؟ فقالُوا: هذا يومٌ عظيمٌ أنجَى اللهُ فيهِ مُوسَى وقَوْمَهُ، وغَرَّقَ فِرعونَ وقَوْمَهُ، فصامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فنَحْنُ نَصُومُهُ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «فَنَحْنُ أحَقُّ وأوْلَى بمُوسَى منكُمْ»، فصامَهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأَمَرَ بصِيامِهِ)؛ رواه البخاري ومسلم.
ويقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر عن صيام يوم عاشوراء، إن رسول الله ﷺ كان في سفر فعندما دخل المدينة، وهناك تقويم لليهود، فعندهم شهر اسمه "تشري"، وكان في اليوم العاشر من شهر تشري ، نصر الله سيدنا موسى، فأنجاه من فرعون. فلما دخل النبي ﷺ المدينة وجد يهود يصومون ذاك اليوم (سأل ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم نجي الله فيه موسي . فقال: نحن أولي بموسي منهم . فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضًا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ } حتى قال {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } فأصبح هذا ناسخًا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ﷺ : (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه إنتقل إلى الرفيق الأعلى ﷺ فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.
صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله أم بعده؟
وقالت دار الإفتاء إن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أنه يستحب صيام تاسوعاء اليوم التاسع من شهر المحرم.
وأضافت في فتوى لها، أنه يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".
الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء
1 ـ التوسعة على الأهل : من المستحب أن يقوم المسلم بالتوسعة على أهل بيته في هذا اليوم ولو بأبسط أنواع الطعام والشراب وجاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر رضي الله عنه: «جربناه فوجدناه كذلك»، وقال أبو الزبير مثله.
2- من الأعمال المستحبة في يوم عاشوراء أيضا: «قراءة القرآن والإكثار من الصدقات وقيام الليل».
3- الدعاء يوم تاسوعاء وعاشوراء، فمن الأمور التي يقوم بها الكثير من المسلمين هو الإكثار من الدعاء والتضرع للمولى عز وجل، ومن بين أدعية تاسوعاء وعاشوراء التي يمكنك الدعاء بها:
(يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحييني حياة طيبة وتوفّني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين )
( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
(لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار.)
(اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك
لك المنان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.)
(اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار).
(اللهم يا مفرج كل كرب و يا مخرج ذي النون يوم عاشوراء و يا جامع شمل يعقوب يوم عاشوراء ويا غافر ذنب داود يوم عاشوراء ويا كاشف ضر أيوب يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى وهارون يوم عاشوراء ويا خالق روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء.)
4- قول سبحان الله مائة مرة فهي من أعمال دخول الجنة: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
5- قراءة آية الكرسي عقب الصلاة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت”، والمداومة على الحوقلة كل يوم: حيث لَمَّا غَزَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ -أوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَفَ النَّاسُ علَى وادٍ، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ. وأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَنِي وأَنَا أقُولُ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ لِي: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ. قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.