يحرص الكثيرون على صيام يوم تاسوعاء اليوم الاثنين 15 يوليو 2024 / 9 محرم 1446، امتثالًا للتوجيه النبوي، ومع اقتراب موعد أذان المغرب اليوم احرص على أن تردد دعاء الصائمين عند الافطار.
دعاء الصائمين عند الافطار تاسوعاء وعاشوراء
سن النبي صلى الله عليه وسلم صيام تاسوعاء وعاشوراء وجاءت السنة النبوية المطهرة لتؤكد فضل صيام يوم عاشوراء ذلك اليوم الذي نجى الله سبحانه وتعالى فيه نبيه موسى عليه السلام من فرعون، ومع أذان مغرب اليوم التاسع من محرم ( يوم تاسوعاء) في الثامنة إلا دقيقتين 7.58 مساءً احرص على أن تردد دعاء الصائمين عند الافطار اليوم وغدا.
قالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن يوم عاشوراء فرض صومه على المسلمين عامًا واحدًا فقط، وأنه بعد فرض صوم رمضان بات مخيرا صومه، ليرد بذلك على أحاديث منتشرة تناولت حكم صوم هذا اليوم وموعد بدئه.
وتابع علي جمعة: "الحديث الصحيح الذي نعتمد عليه أن النبي صل الله عليه وسلم لما دخل المدينة، إذن فهو في بداية دخوله للمدينة، وجد يهود يصومون ذلك اليوم، فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم قد نجى الله فيه موسى، فنصومه، يعني يصوموه من أجل أن الله نجى فيه موسى يعني كأنهم يشكرون الله فيه على تلك النجاة.."
وبين: "قال (النبي محمد) نحن أولى بموسى منهم فصامه وأمر المسلمين بصيامه، ثم بعد ذلك جاء رمضان، ورمضان فرض على المسلمين في السنة الثانية، فقال من يشأ يصمه (عاشوراء) ومن شاء فلا يصمه، إذن رسول الله صل الله عليه وسلم كأنه فرضه سنة واحدة، يعني لما دخل وجدهم وأمر بالصيام في أوائل السنة الثانية، لأنه لما دخل في السنة الأولى دخل في ربيع وكان محرم (الشهر) انتهى، فلما جاء محرم في السنة الثانية حدثت هذه الحادثة فلما جاء رمضان من ذات السنة نسخ ما كان قد فرض عليهم في محرم، فصامه النبي صل الله عليه وسلم وقال في آخر سنة لإن أمهلني الله للعام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء.."
وأضاف: "النبي صل الله عليه وسلم قال هذا في السنة العاشرة، يعني هو في السنة الثانية فرض على المسلمين صيام عاشوراء، جاء في السنة الثانية نفسها بشهر 9 إللى هو رمضان فرض عليهم الصيام بموجب صورة البقرة فأجاز النبي في محرم السنة الثالثة من شاء فليصم ومن شاء فليفطر، جلس يصوم محرم عاشوراء 2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و10، ومات في ربيع السنة العاشرة".
دعاء افطار تاسوعاء وعاشوراء
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد،وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: «اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت».
قال النّووي في شرح المهذّب: "يستحبّ للصائم أن يدعو في حَالِ صَوْمِهِ بِمُهِمَّاتِ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيَا لَهُ وَلِمَنْ يُحِبُّ وَلِلْمُسْلِمِينَ، لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم:" ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالْمَظْلُومُ"، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ، وقَالَ التِّرْمِذِيُّ : حَدِيثٌ حَسَنٌ .
وقد أخرج البيهقي أيضا عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ثلاثُ دَعواتٍ لا تُرَدُّ: دعوةُ الوالِدِ لِولدِهِ، ودعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المسافِرِ"، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنّ رسول الله - صلّى الله عليه وسلّم - كان إذا أفطر عند أهل بيت دعا لهم قبل الإفطار قائلا: "أفطرَ عندَكمُ الصَّائمونَ، وتنزَّلت عليْكمُ الملائِكةُ، وأَكلَ طعامَكمُ الأبرارُ، وغشيتْكمُ الرَّحمةُ"، رواه أحمد.
فيما أوضحت " الإفتاء " ، أنه كان مندعاء النبي عند الإفطار أنه -صلى الله عليه وآله وسلم - كان يقول عند فطره: "ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله، وثبت أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى" .
واستشهدت على دعاء النبي عند الإفطار بما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ - صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ - إذا أفطرَ قال: ذهبَ الظَّمأُ وابتلَت العروقُ و ثبُتَ الأجرُ إن شاءَ اللهُ)، و((ذهب الظمأ)) أي: انتهى الشعور بالعطش، و((وابتلت العروق)) أي: رطبت بزوال اليبوسة الحاصلة من العطش، أما ((وثبت الأجر)) أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه، فيما أن قوله : ((إن شاء الله)) قول متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة الإلهية.