تشهد سماء مكة المكرمة ظهر اليوم الاثنين ظاهرة فلكية هامة، وتعامد الشمس “التسامت" على الكعبة المشرفة التي لا يكون خلالها للكعبة ظل على الأرض.
وقال الدكتور ياسر عبد الهادي رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أننا نشهد اليوم الاثنين 15 يوليو 2024م الموافق 9 محرم 1446هـ ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة ، حيث تتساوى إحداثيات الشمس الظاهرية في السماء مع إحداثيات الكعبة المشرفة (خطي العرض والطول).
واوضح عبد الهادي، أن ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة تحدث وقت أذان الظهر بتوقيت مكة المكرمة (في الساعة 12:26:45 ظهراً) (الساعة 12:26:45 صباحاً بتوقيت القاهرة الصيفي)، حيث ستكون الشمس في لحظة التعامد في أقصى ارتفاع لها (12ʺ 58ʹ 89°) ، أي لا يفصلها عن زاوية التعامد المثلى (90°) سوى دقيقة و48 ثانية قوسية. وعندها سيختفي ظل الكعبة تماماً، وفي هذه اللحظة يمكن لأي راصد في أي بقعة ترى الشمس وقتها أن يحدد اتجاه القبلة أو يختبر دقته في مكانه باستخدام شاخص عمودي تماماً حيث سيشير الاتجاه المعاكس لظلها إلى اتجاه القبلة تماماً (أو على الأقل بالنظر إلى اتجاه الشمس أفقياً في هذه اللحظة ليكون هو اتجاه القبلة في هذا المكان).
وأضاف رئيس معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن هذا التعامد هو التعامد الثاني للشمس فوق الكعبة لعام 2024م ، وهو أحد تعامدين يحدثان للشمس فوق الكعبة المشرفة كل عام، حيث كان موعد حدوث التعامد هو يوم 27 مايو 2024م الموافق 19 ذو القعدة 1445هـ.
وأشار إلى أن هذا النوع من التعامد هو تعامد رأسي للشمس ويختلف عن دراسات التعامد الأفقي (سواء عند الشروق أو الغروب أو غيرها) على الأبنية ومنها المعابد الأثرية التي كانت بمثابة علامات تحدد مواعيد لفصول أو مواسم أو مناسبات بعينها، ويكمن الفارق الفلكي بين هذين النوعين من التعامد في كون التعامد الرأسي لا يمكن أن يحدث إلا على المنطقة المحصورة بين خطي عرض مداري السرطان والجدي ، لكون الشمس لا تخرج رأسياً خارج هذا الإطار طبقاً لميل محور الأرض على مستوى دورانها حول الشمس بحوالي 23.45° ، بينما يمكن للتعامد الأفقي أو المائل أن يحدث لأي نقطة على سطح الأرض.
واضاف الدكتور ياسر عبد الهادي، أن هواة الفلك والذين يحبون القيام بأنشطة فلكية يمكن أن تفيدهم ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة فيمكن على سبيل المثال التحقق من طول محيط الأرض مثلما فعل العالم الإغريقي إيراتوسثين ، الذي أجرى هذه التجربة في مصر وقت تعامد الشمس على مدينة أسوان وقت الانقلاب الصيفي ، وقام بحساب زاويتها على مدينة الأسكندرية ، ومنها استنتج طول محيط الكرة الآرضية.
ظاهرة “التسامت”
وتعرف ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة باسم “التسامت”. وبمراعاة السنة الكبيسة، تتكرر هذه الظاهرة مرتين سنويا: الأولى خلال يومي 27 أو28 ماي، عندما تتحرك الشمس ظاهريًا باتجاه الشمال من خط الاستواء إلى مدار السرطان، حينها تمرّ الشمس على خط عرض مكة المكرمة (21.425 درجة شمالا).
أما المرة الثانية فتحدث خلال يومي 15 أو 16 يوليو، عندما تعود الشمس في حركتها الظاهرية باتجاه الجنوب من مدار السرطان إلى خط الاستواء، وتمر على خط عرض مكة المكرمة من جديد.