قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

كريمة أبو العينين تكتب: القارة العجوز تنتحر

×

الحلم الذى راود كل أفريقى بصفة خاصة، وكل عربى بصفة عامة، حلم الهجرة والتوطن فى القارة الأوربية؛ هذا الحلم الذى كان بمثابة طوق نجاة للكثيرين ممن عانوا فى بلادهم بكافة الصور ، وهو نفس الحلم لمن لديهم مواهب وقدرات وعجزوا أن ينفردوا بها ويظهروها فى بلادهم ، الحلم الذى رأى فى القارة البيضاء مكانا له ولها . الحلم بالثراء ، والحلم بالعيش فى مناخ ديمقراطى ، والحلم ايضا بحياة سلسة وسهلة؛ هو الدافع الاكبر لموجة الهجرة غير الشرعية التى تتزايد وتتواصل من كافة مناحى القارة السوداء أو ما تعرف بالقارة الافريقية أو قارة افريقيا هذا الحلم النابع من بطن القارة الأفريقية بصفة خاصة ومن معظم بلدان العالم بصفة عامة ، ذلك الحلم يواجهه كابوس واقعى تعيشه سويسرا بلد الانفتاح والبنوك المكتظة بأموال مهربة من بلدان شتى لأجل معلوم أو غير معلوم.

فمقولة "أنا ذاهب إلى سويسرا" لم تعد عبارة تقال عن بلاد البحيرات الخلاّبة و الحياة المترفة،وإنما عن أول دولة أوروبية أجازت الانتحار قبل سنوات لمن يريدون التخلص من حياتهم تحت عنوان "الموت الرحيم"،فأصبح بعض الأثرياء يقصدونها للانتحار وليس للمتعة والسعادة ،ولكن الأمر لم يتوقف عند سويسرا فسرعان ما بدأت كثير من الدول الأوروبية تحذوا حذوها وتبيح الانتحار مثل ؛ إسبانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال،الراغبون فى الانتحار عانوا كثيرا من مفاهيم حديثة ناتجة عن التكنولوجيا الحديثة وآثارها الاجتماعية المدمرة . فقد كتب الكثير ممن جاءوا الى القارة العجوز للتمتع بما أفرزته حضارة هذه الدول الاوربية من منح عديدة على رأسها الحق فى التخلص من الحياة ، وأيضا فى الانتقال الى العالم الاخر رفضا لهذا العالم الملىء بالمتناقضات على حد وصف العديد ممن غادروا الحياة بارادتهم ووفقا لما تركوه مرصودا فى مذكراتهم وكتاباتهم. كتب بعضهم ان سبب رغبته فى مغادرة الدنيا ومن فيها شعوره بالخواء الروحى ، ووصف حياته بالعدم وبأنه وحيدا داخليا رغم ما يلازمه من ناس كثر .

بعض الراغبين فى الانتحار واختيار القارة العجوز لتكون وجهته للاستفادة من سن بعض من دولها لقانون او تشريع الموت الرحيم كان تعثره فى رحلة البحث عن المال وفناء عمره فى هذا البحث والذى لم يكلل بالنجاح كما كان يحلم به المدعو والباحث عن الراحة الابدية فى أوروبا .معظم من جاءوا الى القارة العجوز لينتحروا تركوا فى مذكراتهم ان السبب هو انهيار فكرة قيام الدول واستقرارها والتى تنبع من مفاهيم بشرية متوارثة كالزواج والأسرة والتراحم ، والتكافل ، وتركوا فى مذكراتهم معاناتهم من التعايش مع مفاهيم مناقضة لهذه المفاهيم السابقة ومن بينها غياب منظومة القيم وانتشار الشذوذ واكدوا انها تقود المجتمعات إلى الانتحار واكدوا ان ضياع هذه المفاهيم كانت سببا قويا فى إقبالهم على تنفيذ منظومة الموت الرحيم ،فهم. فى مذكراتهم النهائية تحدثوا عن انتحار سبق انتحارهم وهو الانتحار الأخلاقي الذى تخيلوا انه سيباعد بين اختيارهم بترك الحياة ، ولكنه وللاسف جعلهم يقدمون وبقوة على الإنتحار الجسدي..الموت الرحيم او اعطاء البشر حرية البقاء او مغادرة الحياة ؛ مثّل نقطة فارقة فى تاريخ أوروبا الحديث وجعل من شبابها عقيما بارادته فقد فضل معظم شباب النمسا عدم الزواج والانجاب لدرجة انها صارت تعرف بدولة العواجيز والكلاب نظرا لتفضيل شعبها مرافقتهم الكلاب عن تكوين اسرة والانخراط فى حياة اسرية طبيعية .. تشريع القارة الاوربية او القارة العجوز لقانون الموت الرحيم واقرار العديد من دولها له جعلها قارة ليست فقط عجوز بحكم تاريخها ولكنها ستصبح على مدار السنوات العشرين القادمة وفقا لما ذكرته مؤسسات مجتمعية معنية بهذا الموضوع سيجعلها بالفعل قارة تعج بكبار السن والحيوانات .. ماتعانيه المفاهيم الاوربية الحديثة يرسخ لمفاهيم رسخها الغرب للقضاء على النسيج الاجتماعي للشرق وخلق لديهم حالة من الاغتراب فى اوطانهم وهروبهم الى بلاد العم سام بحثا عن الحرية على الطريقة الاوربية ولكن وللاسف كل ساق يشرب بما دعا له ، وروج فهاهى اوربا تعانى وتشرب من سم الديمقراطية ويختار ابناءها الموت الرحيم هربا من صخب التحرر والحرية الحديثة واثار الثورة الاخلاقية غير المقننة .. اوروبا تنتحر والولايات المتحدة ترغب فى المزيد من الحياة على حساب شعوب العالم أجمع .!!!!