وافق مجلس إدارة مجموعة البنك الأفريقي للتنمية على منحة بقيمة 46.2 مليون دولار لدعم المرحلة الأولى من برنامج تحويل النظام الغذائي الزراعي المرن أمام تغير المناخ في جنوب السودان. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي وتعزيز مرونة البلاد.
ويعد جنوب السودان ثالث أكثر الدول هشاشة في العالم وخامس أكثر الدول عرضة لتغير المناخ على مستوى العالم.
وتعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للدخل لنحو 95 بالمائة من سكان جنوب السودان، وتشغل حوالي 70.5 بالمائة من القوى العاملة في البلاد.
وعلى الرغم من أن 95 في المائة من الأراضي صالحة للزراعة، إلا أن 4.5 في المائة منها فقط مستغل حاليا. كما توفر الأنهار والبحيرات العديدة في البلاد موارد سمكية وفيرة وإمكانات ري غير مستغلة.
وعلى الرغم من هذه الإمكانية، يواجه جنوب السودان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، حيث يكافح أكثر من 7.1 مليون شخص (63.1٪ من السكان) للحصول على طعام كافٍ ومغذي.
وفي قمة "إطعام أفريقيا" داكار 2، أعدّ جنوب السودان ميثاق توفير الأغذية والزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي الغذائي في أربعة مواد أساسية رئيسية، وهي الذرة الرفيعة والأرز والسمسم ومصايد الأسماك.
وأشار مارتن فريجين، مدير الزراعة والصناعات الزراعية بالبنك، إلى أن "هذا البرنامج يمثل أول استثمار لمجموعة البنك في إطار الميثاق القطري لتوفير الأغذية والزراعة الذي قدمته حكومة جنوب السودان في قمة "إطعام أفريقيا" داكار 2 التي عقدت في السنغال في يناير 2023.
ويهدف الاتفاق إلى المساهمة بشكل مباشر في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحسين الأمن الغذائي والتغذية بما يتماشى مع استراتيجيات الحكومة. وهي تعطي الأولوية لأربع سلاسل قيمة استراتيجية ذات أهداف إنتاجية واضحة تتعلق بالذرة الرفيعة والأرز والسمسم ومصايد الأسماك".
مدة تنفيذ المشروع
ويتألف المشروع، المقرر تنفيذه على مدى ست سنوات من سبتمبر 2024 إلى ديسمبر 2030، من أربعة مكونات رئيسية، وهي النشر على نطاق واسع للتكنولوجيات وأنظمة الإنتاج الذكية مناخيا؛ وتعزيز سلاسل القيمة ذات الأولوية للشركات التي تقودها النساء والشباب؛ وتعزيز الحلول الاستشارية الزراعية والمناخية الرقمية؛ وتطوير المهارات المهنية والتقنية وريادة الأعمال لخلق المزيد من فرص العمل للنساء والشباب.
وسلط ثيمبا بهيبي، المدير القطري لمجموعة البنك في جنوب السودان، الضوء على إمكانات البرنامج، قائلا "ستساعد أنشطة البرنامج على تعزيز الإنتاجية وإنتاج 350 ألف طن إضافية من الحبوب (الأرز والذرة الرفيعة) و2450 طنًا من الأسماك. وستعمل على تعزيز سلاسل القيمة الزراعية وريادة الأعمال، وإنشاء ما لا يقل عن 200 شركة أخرى في مجال الأغذية الزراعية تكون أكثر ربحية للنساء والشباب".
وشدد على التأثير الأوسع "بأن تطوير الرقمنة والمهارات المهنية سيخلق 179200 فرصة عمل مباشرة، بما في ذلك 50% للنساء و60% للشباب. وستساعد نتائج المشروع المجمعة على تحسين الأمن الغذائي والتغذية وزيادة دخل الأسر في المناطق المستهدفة".
ويغطي البرنامج تسع مقاطعات و لجان فرعية أو مناطق في أربع ولايات، وهي بحر الغزال في الشمال، وشرق الاستوائية، ووسط الاستوائية وجونقلي. ولم يتم اختيار هذه المناطق بسبب إمكاناتها الزراعية العالية فحسب، بل أيضًا بسبب الظروف الزراعية الإيكولوجية الجيدة، والمواءمة مع التدخلات القائمة التي يمولها البنك في البلدان المجاورة، وإمكانية الوصول والظروف الأمنية.
وسيتم تنفيذ البرنامج من قبل منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الزراعة والأمن الغذائي، في ترتيب تنفيذ مختلط يعمل تدريجياً على بناء القدرات الوطنية لإدارة المشاريع.
ويشارك في المشروع ما يقدر بنحو 567,155 مستفيد مباشر، بما في ذلك المنتجون والمصنعون ورجال الأعمال والنساء والشباب وموظفو مقدمو التدريب ومنسقو الإرشاد الزراعي وموظفو الخدمة المدنية من وزارة الزراعة والأمن الغذائي.
ويستهدف المشروع 50% من النساء، 30% منهن تتراوح أعمارهن بين 18 و35 سنة.
جدير بالذكر أن هذا البرنامج يعمل على توسيع المحفظة الحالية للبنك في جنوب السودان من 160 مليون دولار إلى 206 ملايين دولار، حيث يمثل القطاع الزراعي حوالي 60 بالمائة من مساندة البنك.