كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بأن خلقه في أحسن تقويم وكلفه بمهمة الخلافة في الأرض وإعمارها وجعل حقه في الحياة من أول الحقوق التي تضمن كرامته ،ميزه عن سائر المخلوقات بالعقل الراجح، بالإضافة إلى أنه العنصر الرئيسى في تقدم وتخلف المجتمعات والدول ، لذلك تُمثل عملية صناعة الإنسان أهم عملية في طريق نهضة الأُمم لعبور الأزمات وبلوغ التقدم والرقى فى جميع المجالات.
نجد العناية والإهتمام بالمواطن في أي بلد تتم به منذ صغره ليكون أساس بناء الوطن وتطويره وخدمته، وتبدأ الرعاية من مولده إلى دخوله المدرسة حتى تخرجه في الجامعةوهذه المرحلة مشتركة بين أسرته وحكومته ويختلف من مجتمع لآخر مع اختلاف الثقافات والأفكار والمعتقدات، ولكي يتم بنجاح فهناك الدورالمنوط بالمؤسسات التعليميةوالجامعات ووزارات التعليم والشباب والثقافة والإعلام وجميع الهيئات ذات الصلة بالتنشئة للمساهمة فى بناء الإنسان المصري .
كل هذه الأمور وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي على رأس أولويات الدولة لإعداد إنسان مصر قوي ترتكز عليه الجمهورية الجديدة إيمانًا من القيادة السياسية بأن الإنسان المصري هو كنز هذا الوطن وأيقونة انتصاره فهو من يشيد قواعدها وهو من يحمي ويصون أرضها ، لأن لا قيمة لأى بناء مهما علا، ولا لأي مشروع أو مؤسسة ما لم نبنى الإنسان القادر على إدارة كل هذا بشكل فعال يحقق أعلى ناتج وربح يساعد على تقدم المجتمع .
ينبغي علينا في بناء الإنسان المصري بشكل دقيق و متكامل إن يسعى لخدمة أهله وبلده ويعمر لا يدمر و يزرع لا يصحر و يعلم لا يجهّل إضافة إلى بنائة من عدة جوانب منها الإجتماعية والتربوية و الإقتصادية وغير ذلك .
بالاضافه إلى توفير بيئة صحيحة و صالحة و نظيفة و بصيرة مدركة لنصنع مجتمعات متماسكة متينة و متعاونة وكذلك افراد صالحين لا يهتزوا بهبوب عاصفة داخلية او خارجية تخلخل جذور المجتمع و تهدم كيانه .
فبعض من الافراد فى مجتمعنا بحاجة إلى عمليات ( غسيل لعقولهم ) من المعتقدات الخاطئة والخرافية والتقاليد السيئة ، والتفسيرات الدينية الخاطئة والمُتشددة مع بيان الفهم الصحيح وإعلاء قيم السماحة في الأديان .
نعلم جيداً أن الإنسان ابن بيئته قال الإمام علي بن أبي طالب:-
الإنسان بناء الله فويلٌ لمن هدمه " أسوأ من يهدم الإنسان الوالدين والمعلمين لأن تأثيرهم قوي في الهدم النفسي وهم أفضل من يبني الثقة ويعيدهاويرممها،فكلمة منهم تأثيرها بالنفس والشخصيةيستمر لعقود ،فنجد أن الإنسان الفاشل في أسرته ومجتمعه لا يتمكن من المساهمة في صناعة ورقي المجتمع والدولة.
وفى سياق الحديث عن بناء الإنسان نتذكر مقولة للدكتور والعالم الجليل مصطفى محمود- رحمه الله- وهي: «قيمة الإنسان هي ما يضيفه إلى الحياة ما بين ميلاده وموته»، فإذا تم بناء الإنسان بصورة صحيحة كان له إضافات حقيقية إلى الحياة منذ ميلاده وحتى مماته.
الإنسان المصري هو الذي يصون ويحمى ويدافع ويضحى بحياته من أجل وطنه، ولن يفعل ذلك إلا إذا استيقظ بداخله الشعور الوطنى، والاحساس بأن خيرات بلاده تعود عليه ولا تستحوذ عليها فئة قليلة.
لا يكفى لصناعة الإنسان أن نجعل منه طبيب أو عامل أو مهندس بل يجب أن يتمتع غالبية الأفراد فى المجتمع بالثقافة اللازمة لتشكيل الوعى السياسى والاجتماعى لمواجهة جميع الأخطار والمُشكلات التى تواجه الشعوب والمُجتمعات مع القدرة على التغلب عليها بالعمل والإجتهاد.
لو تمكنا من بناء إنسان قوي راسخ بالعلم والقيم سيصبح المجتمع خالياً من كل العيوب التى تُعيق مسيرة التقدم والتطور ، سنجد كل أصحاب المهن يبدعون ويُخرجون أقصى طاقاتهم لخدمة المجتمع لأنهم محور الإرتقاء والنماء وحجر الأساس لأي مشروع حضاري .
وربما نجد الكثير من أمراض المجتمع الشائعة تختفي فى اللامبالاة والأنانية والجشع والطمع والسلبية أو يقل وجودها وانتشارها بين الناس فيسير المجتمع نحو التقدم والازدهار .
عملية بناء الإنسان المصري تعني في المحصلة النهائية بناء الوطن وغرس أعظم شراعه على شاطئ الحياة الحرة الرغدة الآمنة المستقرة.
وهو ما يؤكد عليه دوما الرئيس السيسي أن بناء الإنسان المصري هو كنز هذا الوطن، وأيقونة انتصاره.