قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن شهر المحرم الذي نحن فيه، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا شهر الله المحرم.. من الحاجات اللي النبي ارشد اليها صيام شهر الله المحرم كله من أوله إلى آخره، ومن مزايا هذا الشهر أنه اشتمل على يوم عاشوراء وهو العاشر من هذا الشهر".
وأوضح جمعة، أنه في اليوم العاشر من المحرم، دخل النبي المدينة، مرة من المرات، فوجد يهود يصومون هذا اليوم دخل في شهر تشري، ده شهر من شهور اليهود هو الأول في سنتهم وكان يوافق يوم عاشوراء يوم العاشر من المحرم، فلما دخل فوجد يهود يصومون ذاك اليوم قال ما هذا يعني دول بيصوم ليه قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى فقال نحن أولى بموسى".
وتابع: "سيدنا النبي قال ده موسى ده بتاعنا احنا سيدنا موسى ده النبي بتاعنا احنا لذلك فنجاته تعد فرحه للمسلمين، فصام سيدنا النبي يوم عاشوراء وامر اصحابه بصيامه وهنا يدعو النبي ان نفتح قلوبنا للعالمين وان نؤمن بكل المرسلين وان الايمان بموسى وعيسى، جزء لا يتجزا من عقيدة المسلمين".
لماذا نصوم يوم عاشوراء؟
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب السَّنَة التي قبله؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري.
وقد جاء أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب عام والمراد بهذه الذنوب الصغائر، وهى ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
روي في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان".
ما سبب صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء؟
يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده".
هل يجوز أن أفطر يوم تاسوعاء؟
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وصيامه سنة لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر رسول الله بصوم عاشوراء: يوم العاشر " رواه البخاري، وورد في فضل صيامه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلا سئل النبيﷺ عن صيام عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، كما يستحب صيام يوم تاسوعاء لقوله صلى الله عليه وسلم:" لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع".