خلال آخر تجمع للحزب الجمهوري وقبل مؤتمر تسمية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مرشحاً لمواجهة منافسه الديمقراطي جو بايدن في انتخابات نوفمبر القادمة، تعرض ترامب لمحاولة اغتيال صادمة.

اغتيال ترامب

بينما كان ترامب يلقي خطابه ورأسه مائلاً إلى اليمين تحت سماء صافية وحرارة مرتفعة، سُمع دوي إطلاق النار، وبعد مرور 6 دقائق فقط، تعرض ترامب لوابل من الطلقات، مما دفعه للإمساك بأذنه اليمنى وسقوطه أرضاً خلف المنصة، وسط صرخات الحشد.

وتدخلت عناصر الخدمة السرية فوراً، وأحاطت بالرئيس المصاب، وأبقوه على الأرض لمدة 25 ثانية حتى سمعوا صوتاً يقول: "لقد سقط مطلق النار!"، مما أشار إلى مقتل المهاجم.

تم إجلاء ترامب بسرعة من المنصة، حيث رفع أحد الضباط ذراعه لحمايته، ورفع ترامب قبضته وسط هتاف أنصاره، رغم أن الدم ملأ وجهه.

ونُقل ترامب إلى سيارة سوداء قريبة، وشهد شاهد على الواقعة أنه رأى مطلق النار يتسلق سطح مبنى خارج محيط الأمن، وأطلق خمس طلقات نارية قبل أن يقتله أفراد الخدمة السرية.

وأكد ريتشارد غولدنغر، المدعي العام لمقاطعة بتلر في بنسلفانيا، مقتل أحد الحضور ومقتل المهاجم، إضافة لإصابة شخص بجروح خطيرة، وأشار إلى أن المهاجم كان خارج موقع التجمع على سطح مبنى مجاور.

أمر دنيء.. المستشار الألماني يدين محاولة اغتيال ترامب

بعد إطلاق النار عليه.. أستاذة إعلام: ترامب ناجح للغاية في لفت الأنظار إليه|فيديو

وأعلنت شبكة CNN أن المشتبه به يبلغ من العمر 20 عامًا ومن بنسلفانيا.

ورجح خبراء عسكريون لشبكة "إيه بي سي نيوز" نوع السلاح المستخدم، دون الكشف عن هوية مطلق النار.

وأفادت مراسلة "أي بي سي نيوز" بأن مطلق النار استخدم بندقية قنص من طراز "أيه أر-15"، وأطلق 8 طلقات.

وفي منشور على موقع تروث سوشيال، أكد ترامب أنه أصيب برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذنه اليمنى ونزف كثيراً، معتبراً أنه "من غير المعقول أن يحدث عمل كهذا في بلاده". غادر ترامب مستشفى "باتلر ميموريال" متجهاً إلى بيتسبرغ بعد خضوعه لفحوصات.

وقرر الرئيس الأمريكي جو بايدن العودة إلى واشنطن بعد محاولة اغتيال ترامب، حيث كان مقرراً أن يمضي عطلة نهاية الأسبوع في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير.

وتحدث بايدن هاتفياً مع ترامب وحاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو ورئيس بلدية باتلر بوب داندوي.

وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بدء التحقيق في الواقعة، مؤكداً مقتل المهاجم وأحد الحاضرين وإصابة اثنين آخرين.

وأكد المدعي العام الأمريكي ميريك جارلاند أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي نوع من العنف، معبراً عن تضامنه مع ترامب.

وانهالت التعليقات الأممية والدولية على الحادث، رافضة "العنف السياسي"، ومطالبة بسرعة الكشف عن نتائج التحقيقات.

من الذي دبر الإغتيال؟

وبعد لحظات من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، انتشرت ادعاءات لا أساس لها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي الرئيسية.

تضمنت هذه الادعاءات، التي كتب بعضها سياسيون أمريكيون يشغلون مناصب منتخبة، اتهامات بأن الرئيس جو بايدن أمر بإطلاق النار على التجمع، دون أي دليل.

كما زعم آخرون أن الحادث مفبرك، أو تم تداول منشورات تخطئ في التعرف على مطلق النار.

وأشار موقع "بلومبرغ" إلى أنه في أعقاب الأحداث الكبرى، لا تكون حقائق الحدث واضحة على الفور.

سلطات إنفاذ القانون، بما في ذلك الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي وشرطة ولاية بنسلفانيا ووزارة العدل، أكدت أنها تواصل التحقيق في دوافع إطلاق النار، واصفة الحادث بمحاولة اغتيال.

جراهام بروكي، المدير الأول لمختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، والذي يدرس المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي، قال: "في أي حدث سريع التطور، هناك حتما تدفق كبير للمعلومات الكاذبة أو التي لم يتم التحقق منها، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي".

في موقع X، اتهم العديد من السياسيين بايدن أو حملته بالوقوف "مباشرة" وراء إطلاق النار، دون تقديم أدلة. نشر ممثل جورجيا مايك كولينز: "أصدر جو بايدن الأوامر"، بينما كتب السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس أن خطاب حملة بايدن "أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب". وأشار ممثل ولاية تكساس روني جاكسون إلى شخصيات يسارية لم يسمها واتهمها بـ "المسئولية المباشرة" عن الأحداث.

ملك البحرين يدين محاولة اغتيال ترامب وسط تجمع انتخابي

إغلاق المجال الجوي فوق منطقة مسقط رأس منفذ الهجوم على ترامب

حصدت منشورات هؤلاء السياسيين على X أكثر من 7.3 مليون مشاهدة مساء السبت، وفقاً لبيانات منصة التواصل الاجتماعي.

وبينما أعلن FBI أنه لن يكشف في الوقت الحالي عن هوية مطلق النار، وهو رجل يبلغ من العمر 20 عاماً تقريباً ومن ولاية بنسلفانيا، أخطأت منشورات على منتديات X وTelegram وGab في تعريف مطلق النار، واصفة إياه بأنه "متطرف معروف في أنتيفا". وفقاً لـ NBC News، فإن الشخص الذي تم التعرف عليه بشكل خاطئ هو ماركو فيولي، مستخدم YouTube الإيطالي الذي نفى أي تورط له في إطلاق النار.

وقال مكتب التحقيقات الفدرالي، اليوم الأحد، إنه حدد هوية توماس ماثيو كروكس باعتباره الشخص المتهم في إطلاق النار مساء السبت على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا الأمريكية.

وجاء في البيان الذي نُشر صباح اليوم: "حدد مكتب التحقيقات الفدرالي توماس ماثيو كروكس، وعمره 20 عامًا، من بيثيل بارك بولاية بنسلفانيا، باعتباره الشخص المتورط في محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، في مدينة بتلر بولاية بنسلفانيا".

وأضاف البيان أن التحقيق ما زال جاريا لاستخلاص مزيد من المعلومات.

ويشار إلى أن بيثيل بارك تعدّ مدينة ثرية نسبيا وذات أغلبية بيضاء، وتقع في الضواحي الجنوبية لمدينة بيتسبرغ الكبرى.

وذكرت تقارير أمريكية أن كروكس كان منتسبا إلى الحزب الجمهوري، وتخرج عام 2022 في مدرسة بيثيل بارك الثانوية، كما أنه لا يمتلك أي سجلات جنائية سابقة.

ورغم انتسابه للحزب الجمهوري، فإن سجلات تمويل الحملات الفيدرالية تُظهر تبرعه بمبلغ 15 دولارًا لمشروع التقدميين ( وهي مجموعة ليبرالية) من الحزب الديمقراطي، وذلك من خلال منصة التبرعات الديمقراطية "آكت بلو" ActBlue في يناير من عام 2021.

وكان يفترض للانتخابات الرئيسية القادمة المزمع إجراؤها في الخامس من نوفمبر أن تكون هي الأولى التي يصوت فيها كروكس، نظرا لبلوغه السن القانونية التي تتيح له المشاركة في التصويت.

وبعد إطلاق النار، تم تداول مئات الآلاف من المنشورات التي وصلت إلى ملايين المشاهدات على موقع X، والتي تدعي أن إطلاق النار كان "مدبراً"، دون تقديم أي دليل.

وعلى الرغم من فضح زيفها بسرعة، ظلت العديد من هذه المنشورات على المنصة.

من جانبه، قال المحلل السياسي الأمريكي، ماك شرقاوي، إن تعرض الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري، دونالد ترامب، لإطلاق رصاص هو عملية اغتيال منظمة من قبل جماعات متطرفة وليس عملًا فرديًا.

وأوضح في تصريحاته أن محاولة اغتيال ترامب تحمل دلالات عديدة، مشيرًا إلى أن هناك جماعات متطرفة مثل "أنتيفا" و"بلاك لايف ماترز" لا ترغب في عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وأضاف شرقاوي، في تصريحات له، أن ما حدث لا يمكن اعتباره تصرفًا فرديًا أو ناتجًا عن شخص مختل عقليًا. وأشار إلى أن القناص الذي أخذ موقعه على سطح أحد المباني المقابلة للمكان الانتخابي في بنسلفانيا وأطلق النار بدقة على ترامب، يعكس خطة منظمة.

وأكد أن حركة ترامب خلال إلقاء خطابه أنقذته، حيث أخطأته الرصاصة التي قتلت من كان خلفه.

وأعرب شرقاوي عن شكوكه حول ملابسات الحادث، حيث تساءل عن سبب قتل مطلق النار بدلاً من القبض عليه، مما يزيد من الغموض حول الواقعة.

وذكر أن التصريحات الرسمية تركزت على وجود صوت عالٍ وصياح في المؤتمر الانتخابي، دون التطرق إلى إطلاق النار بشكل مباشر، رغم وضوحه للجميع.

واستبعد شرقاوي أن يكون للحزب الديمقراطي أي دور في هذه العملية، معتبراً أن ذلك سيكون انتحاراً سياسياً، ومع ذلك، لم يستبعد دور الجماعات المتطرفة مثل "أنتيفا" و"بلاك لايف ماترز"، مشيرًا إلى تورطهم في أعمال شغب واقتحام الكونجرس في 6 يناير.

وانتقد الرئيس بايدن لعدم استخدامه مصطلح "محاولة اغتيال" في تصريحاته بعد الحادث.

وأوضح شرقاوي أنه حذر سابقاً من مثل هذه المحاولات، وذكر أن شهود عيان رأوا الرجل وهو يحمل البندقية ويصعد إلى سطح المبنى، وحذروا الأمن، لكن لم يتم التعامل مع الموقف بالشكل المناسب لحماية ترامب.

وانتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو جديد لمحاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، من زاوية أخرى.

ويظهر الفيديو الذي التقط من خلف ترامب، ظهر المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية أثناء حديثه في تجمع انتخابي، ثم لحظة إطلاق النار وإصابة ترامب في أذنه.