يقترب صيام يوم عاشوراء 2024 ، وقد سن النبي صلى الله عليه وسلم صيام تاسوعاء، وهو اليوم الذي يسبق عاشوراء ويبدأ مع غروب شمس اليوم الأحد وينتهي بغروب شمس الاثنين، ويسن مع دخول ليلة تاسوعاء عدة أعمال نرصدها في السطور التالية.
لماذا نصوم تاسوعاء؟
يوافق صيام تاسوعاء غدًا الاثنين 15 يوليو 2024، 9 محرم 1446، وهو يوم عظيم من أيام السنة الهجرية، فقد جاء في الحث على صيامه عدة أحاديث ولكن لماذا نصوم تاسوعاء؟، هناك جملة من الأسباب منها:
1- اتباع للسُنة : فقد ورد عن عَبْدَ الله بْنَ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. صحيح مسلم
2- يُستحَبُّ الإكثارُ من الصيام في شهر الله المحرم؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ».[أخرجه مسلم]
3- مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.
4- الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
5- رأى الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع،وعلى هذا فصيام عاشوراء على مراتب أدناها أن يصام وحده وفوقه أن يصام التاسع معه وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب.
الحكمة من صيام يوم تاسوعاء
قالت دار الإفتاء إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
ماذا حدث في تاسوعاء وعاشوراء؟
دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة من غزوة فوجد اليهود تصوم يوم عاشوراء وسأل ما هذا؟ قالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى قال: (نحن أولى بموسى منهم) فصامه وأمر بصيامه .
وصادف يوم عاشوراء العاشر من محرم العاشر من شهرهم تشري (تشرين) . ولايزال اليهود يصومون إلى الأن العاشر من تشري.
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن يوم عاشوراء فرض صومه على المسلمين عامًا واحدًا فقط، وأنه بعد فرض صوم رمضان بات مخيرا صومه، ليرد بذلك على أحاديث منتشرة تناولت حكم صوم هذا اليوم وموعد بدئه.
وتابع علي جمعة: "الحديث الصحيح الذي نعتمد عليه أن النبي صل الله عليه وسلم لما دخل المدينة، إذن فهو في بداية دخوله للمدينة، وجد يهود يصومون ذلك اليوم، فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم قد نجى الله فيه موسى، فنصومه، يعني يصوموه من أجل أن الله نجى فيه موسى يعني كأنهم يشكرون الله فيه على تلك النجاة.."
وبين: "قال (النبي محمد) نحن أولى بموسى منهم فصامه وأمر المسلمين بصيامه، ثم بعد ذلك جاء رمضان، ورمضان فرض على المسلمين في السنة الثانية، فقال من يشأ يصمه (عاشوراء) ومن شاء فلا يصمه، إذن رسول الله صل الله عليه وسلم كأنه فرضه سنة واحدة، يعني لما دخل وجدهم وأمر بالصيام في أوائل السنة الثانية، لأنه لما دخل في السنة الأولى دخل في ربيع وكان محرم (الشهر) انتهى، فلما جاء محرم في السنة الثانية حدثت هذه الحادثة فلما جاء رمضان من ذات السنة نسخ ما كان قد فرض عليهم في محرم، فصامه النبي صل الله عليه وسلم وقال في آخر سنة لإن أمهلني الله للعام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء.."
وأضاف: "النبي صل الله عليه وسلم قال هذا في السنة العاشرة، يعني هو في السنة الثانية فرض على المسلمين صيام عاشوراء، جاء في السنة الثانية نفسها بشهر 9 إللى هو رمضان فرض عليهم الصيام بموجب صورة البقرة فأجاز النبي في محرم السنة الثالثة من شاء فليصم ومن شاء فليفطر، جلس يصوم محرم عاشوراء 2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و10، ومات في ربيع السنة العاشرة".
الأعمال المستحبة في تاسوعاء وعاشوراء
1 ـ التوسعة على الأهل : من المستحب أن يقوم المسلم بالتوسعة على أهل بيته في هذا اليوم ولو بأبسط أنواع الطعام والشراب وجاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ سَائِرَ سَنَتِهِ»، قال جابر رضي الله عنه: «جربناه فوجدناه كذلك»، وقال أبو الزبير مثله.
2- من الأعمال المستحبة في يوم تاسوعاء أيضا: «قراءة القرآن والإكثار من الصدقات وقيام الليل».
3- الدعاء يوم تاسوعاء وعاشوراء، فمن الأمور التي يقوم بها الكثير من المسلمين هو الإكثار من الدعاء والتضرع للمولى عز وجل، ومن بين أدعية تاسوعاء وعاشوراء التي يمكنك الدعاء بها:
(يا رحمن الدنيا والآخرة لا إله إلا أنت اقض حاجتي في الدنيا والآخرة وأطل عمري في طاعتك ومحبتك ورضاك يا أرحم الراحمين وأحييني حياة طيبة وتوفّني على الإسلام والإيمان يا أرحم الراحمين )
( لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم،
(لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم. اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار.)
(اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك
لك المنان يا بديع السموات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار.)
(اللهم إني أسألك الجنة وأستجير بك من النار).
(اللهم يا مفرج كل كرب و يا مخرج ذي النون يوم عاشوراء و يا جامع شمل يعقوب يوم عاشوراء ويا غافر ذنب داود يوم عاشوراء ويا كاشف ضر أيوب يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى يوم عاشوراء ويا سامع دعوة موسى وهارون يوم عاشوراء ويا خالق روح سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حبيبك ومصطفاك يوم عاشوراء.)
4- قول سبحان الله مائة مرة فهي من أعمال دخول الجنة: حيث ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر".
5- قراءة آية الكرسي عقب الصلاة: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت”، والمداومة على الحوقلة كل يوم: حيث لَمَّا غَزَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ -أوْ قالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أشْرَفَ النَّاسُ علَى وادٍ، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ بالتَّكْبِيرِ: اللَّهُ أكْبَرُ اللَّهُ أكْبَرُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْبَعُوا علَى أنْفُسِكُمْ؛ إنَّكُمْ لا تَدْعُونَ أصَمَّ ولَا غَائِبًا؛ إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا وهو معكُمْ. وأَنَا خَلْفَ دَابَّةِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَمِعَنِي وأَنَا أقُولُ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ، فَقالَ لِي: يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ قَيْسٍ. قُلتُ: لَبَّيْكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ مِن كَنْزٍ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، فَدَاكَ أبِي وأُمِّي، قالَ: لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ.