يتزامن يوم عاشوراء 2024، مع الثلاثاء المقبل 16 يوليو الجاري، 10 محرم 1446، ويتساءل الكثيرون حول ما سبب صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء؟، والأعمال المستحبة في يوم تاسوعاء غداً، الاثنين، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز الأجوبة على هذا الأمر.
لماذا نصوم يوم عاشوراء؟
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وصيامه سنة فعلية وقولية عن النبي صلى الله عليه وآله سلم، ويترتب على فعل هذه السُّنَّة تكفير ذنوب السَّنَة التي قبله؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أنه قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. أخرجه البخاري.
وقد جاء أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب عام والمراد بهذه الذنوب الصغائر، وهى ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
روي في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان".
ما سبب صيام يوم قبل أو بعد عاشوراء؟
يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يوما قبله ويوما بعده".
هل يجوز أن أفطر يوم تاسوعاء؟
قال مجمع البحوث الإسلامية، إن عاشوراء هو اليوم العاشر من محرم، وصيامه سنة لما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أمر رسول الله بصوم عاشوراء: يوم العاشر " رواه البخاري، وورد في فضل صيامه عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رجلا سئل النبيﷺ عن صيام عاشوراء فقال: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، كما يستحب صيام يوم تاسوعاء لقوله صلى الله عليه وسلم:" لئن بقيت إلى قابل لأصومن اليوم التاسع".
ماذا حدث في تاسوعاء وعاشوراء؟
يقول الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر والمفتي السابق، إن يوم عاشوراء فرض صومه على المسلمين عامًا واحدًا فقط، وأنه بعد فرض صوم رمضان بات مخيرا صومه، ليرد بذلك على أحاديث منتشرة تناولت حكم صوم هذا اليوم وموعد بدئه.
وتابع علي جمعة: "الحديث الصحيح الذي نعتمد عليه أن النبي صل الله عليه وسلم لما دخل المدينة، إذن فهو في بداية دخوله للمدينة، وجد يهود يصومون ذلك اليوم، فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم قد نجى الله فيه موسى، فنصومه، يعني يصوموه من أجل أن الله نجى فيه موسى يعني كأنهم يشكرون الله فيه على تلك النجاة.."
وبين: "قال (النبي محمد) نحن أولى بموسى منهم فصامه وأمر المسلمين بصيامه، ثم بعد ذلك جاء رمضان، ورمضان فرض على المسلمين في السنة الثانية، فقال من يشأ يصمه (عاشوراء) ومن شاء فلا يصمه، إذن رسول الله صل الله عليه وسلم كأنه فرضه سنة واحدة، يعني لما دخل وجدهم وأمر بالصيام في أوائل السنة الثانية، لأنه لما دخل في السنة الأولى دخل في ربيع وكان محرم (الشهر) انتهى، فلما جاء محرم في السنة الثانية حدثت هذه الحادثة فلما جاء رمضان من ذات السنة نسخ ما كان قد فرض عليهم في محرم، فصامه النبي صل الله عليه وسلم وقال في آخر سنة لإن أمهلني الله للعام القادم لأصومن تاسوعاء وعاشوراء.."
وأضاف: "النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا في السنة العاشرة، يعني هو في السنة الثانية فرض على المسلمين صيام عاشوراء، جاء في السنة الثانية نفسها بشهر 9 وهو رمضان، فرض عليهم الصيام بموجب صورة البقرة فأجاز النبي في محرم السنة الثالثة من شاء فليصم ومن شاء فليفطر، جلس يصوم محرم عاشوراء 2 و3 و4 و5 و6 و7 و8 و9 و10، ومات في ربيع السنة العاشرة".