في خطوة مثيرة للجدل، شنت إسرائيل غارة جوية على جنوب قطاع غزة يوم السبت، استهدفت محمد ضيف، القائد العسكري الأعلى لحركة حماس.

وأكد مسئول إسرائيلي، لأكسيوس، أن الولايات المتحدة لم يتم إبلاغها مسبقًا بالضربة التي وقعت في منطقة إنسانية محددة في خان يونس. وتبنى الجيش الإسرائيلي الهجوم الذي استهدف الضيف، الذي يعتقد أنه أحد العقول المدبرة وراء هجمات 7 أكتوبر.

التأثير الفوري والإصابات

وأسفرت الغارة الجوية عن مقتل 71 شخصًا وإصابة ما يقرب من 300 آخرين، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

ووقعت الغارة حوالي الظهر بالتوقيت المحلي في منطقة المواصي الإنسانية، حيث تم حث المدنيين الفلسطينيين النازحين على البحث عن مأوى.

وكشفت صور من مكان الحادث عن حفرة كبيرة والعديد من الضحايا، حيث ورد أن الجيش الإسرائيلي أسقط خمس قنابل تزن 2000 رطل على المجمع.

النوايا الاستراتيجية والتداعيات المستقبلية

نقل ثلاثة مسئولين إسرائيليين كبار، لموقع أكسيوس، أنه في حين أن محاولة الاغتيال قد تؤدي إلى تعليق المفاوضات مؤقتا، فمن المتوقع أن تزيد الضغط على حماس ومن الممكن أن يؤدي هذا الضغط المتزايد إلى دفع اتفاق رهائن غزة ووقف إطلاق النار إلى الأمام، خاصة إذا تبين أن الضيف قد قُتل. ويعتقد المسئولون أن مثل هذه النتيجة ستؤثر بشكل كبير على القدرات العملياتية لحماس.

رد حماس ونفيها

نفت حماس استهداف الضيف، واتهمت إسرائيل باستخدام هذا الادعاء كذريعة لارتكاب "مذبحة أخرى". وعلى الرغم من هذا النفي، أشارت مصادر المخابرات الإسرائيلية إلى أن الضيف، ثاني أكبر قيادي في حركة حماس، كان يختبئ في مجمع فوق الأرض في المنطقة المستهدفة.

وأكد ضابط الجيش الإسرائيلي الذي قاد الإحاطة أنه لا يعتقد بوجود أي رهائن محتجزين في المجمع.

السياق التاريخي وأهمية الضيف

كان الضيف، أحد مؤسسي الجناح العسكري لحركة حماس، هدفا لمحاولات اغتيال إسرائيلية متعددة على مر السنين. وعلى الرغم من إصابته بجروح خطيرة في محاولات سابقة، أكدت المخابرات الإسرائيلية دوره القيادي النشط فقط بعد بدء العملية البرية الحالية في غزة. وإذا تأكدت وفاة الضيف، فإن ذلك سيكون بمثابة القضاء على أكبر قائد في حماس خلال الصراع الدائر.

المخاوف الإنسانية والتأثير المدني

أثار موقع الغارة في منطقة إنسانية مخاوف جدية بشأن سلامة المدنيين وأخلاقيات العمليات العسكرية في مثل هذه المناطق. وذكرت وزارة الصحة أن أكثر من 38 ألف فلسطيني استشهدوا في الحرب، مما يؤكد الخسائر الفادحة التي لحقت بالسكان المدنيين.