كان المقصود من الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة بتكلفة 230 مليون دولار أن يكون حلاً جديدًا للأزمة الإنسانية المستمرة في غزة. ومع ذلك، فقد أصبح بدلاً من ذلك رمزًا صارخًا لتحدي إسرائيل للضغوط الدولية، وفشلا ذريعا للولايات المتحدة.
خطة كبرى ذات عمر قصير
وفقا لفاينانشال تايمز، كان الرئيس جو بايدن قد أعلن عن إنشاء هذا الرصيف خلال خطابه عن حالة الاتحاد في شهر مارس الماضي، وكان يهدف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
على الرغم من إطلاقه رفيع المستوى، والذي شارك فيه مئات من الأفراد العسكريين الأمريكيين والتغطية الإعلامية الواسعة، إلا أن المشروع كان يعاني من بعض المشكلات. وفي غضون شهرين، توقف تشغيله بسبب رياح البحر الأبيض المتوسط المتواضعة، وقد توقف الآن عن العمل.
تأثير محدود
كان الهدف من تشغيل الرصيف تجنب المجاعة في غزة من خلال ضمان التدفق المستمر للمساعدات. ومع ذلك، خلال فترة عمله القصيرة، لم يوفر سوى جزء صغير من الإمدادات المطلوبة. ووصلت مساعدات تقل قيمتها عن 600 شاحنة، أي ما يعادل يومين فقط من المساعدات قبل الحرب.
التحديات اللوجستية
يسلط فشل المشروع الضوء على التحديات اللوجستية التي تواجهها غزة. وتراكمت المساعدات وتعفنت على الشاطئ بسبب الطرق غير القابلة للعبور، وانعدام القانون، ونقاط التفتيش الإسرائيلية التي لا يمكن التنبؤ بها. وانتقد بول إيتون، وهو لواء متقاعد بالجيش الأمريكي، هذا النهج، وتساءل عن سبب عدم استخدام طريق بري أبسط.
القيود الإسرائيلية
سلطت تانيا هاري، المديرة التنفيذية لجمعية مسلك، الضوء على عدم كفاءة الرصيف، مشيرة إلى أن ميناء أشدود الإسرائيلي لا يبعد سوى ساعة واحدة بالسيارة شمالًا. وقالت إن محاولة الولايات المتحدة لإظهار التزامها بالمساعدات الإنسانية تم تقويضها بسبب عجزها عن دفع إسرائيل للسماح بالوصول الكامل عبر المعابر البرية.
العوائق المادية والسياسية
تعرض الرصيف لأضرار متكررة بسبب الظروف الجوية، وتم في بعض الأحيان إعادة توجيه سفن المساعدات إلى أشدود. كما أدت القيود الإسرائيلية، بما في ذلك العمليات الحدودية غير المتوقعة والمسح المكثف، إلى عرقلة توزيع المساعدات. وقد استخدم ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بما في ذلك المشرعون اليمينيون المتطرفون، إمدادات المساعدات كوسيلة ضغط، مما أدى إلى تفاقم الوضع.
التأثير الدولي والمحلي
يتناقض عدم كفاءة الرصيف العائم بشكل حاد مع الاحتياجات الملحة على الأرض. وحذرت وكالات الإغاثة من مجاعة تلوح في الأفق ما لم يتم تسهيل دخول المساعدات بسلاسة. ووصفت ألكسندرا سايح من منظمة إنقاذ الطفولة الدولية الرصيف بأنه وسيلة إلهاء مكلفة، مؤكدة على الحاجة إلى طرق برية خالية من العوائق لتقديم المساعدة الإنسانية بشكل فعال.