يواجه نظام الرعاية الصحية في غزة تحديات غير مسبوقة في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة وسط حالة من اكتظظ المرضى وضاؤل الإمدادات الطبية، مما يخلق أزمة إنسانية .
الدمار في خان يونس
أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم السبت، أن طواقم الإنقاذ والطوارئ التابعة لها أخلت أكثر من 100 جريح وانتشلت 23 جثة من منطقة المواصي بخان يونس. وكانت وزارة الصحة في غزة أكدت في وقت سابق مقتل أكثر من 70 شخصا في هذه الهجمات.
المرافق الطبية
تم نقل العديد من الجرحى إلى المستشفيات القريبة التي يديرها الهلال الأحمر. ووصف الدكتور وحيد قديح، المدير الطبي لمستشفى الأمل بخان يونس، الوضع بأنه خطير، حيث امتلأت المستشفيات عن طاقتها القصوى. وأوضح الدكتور قديح أن "جميع المستشفيات في المنطقة مليئة بالجرحى". "لا توجد أسرة كافية لاستيعاب جميع المرضى."
النقص الحرج
يتفاقم الضغط الواقع على البنية التحتية الطبية في غزة بسبب النقص الحاد في الكهرباء والوقود والإمدادات الطبية. وأشار الدكتور قديح إلى إرهاق كافة الطواقم الطبية والتجهيزات بما في ذلك المستشفيات الميدانية. وقال في مقابلة عبر الهاتف "عدد كبير من المرضى يرقدون على الأرض بينما يتعامل الموظفون مع الحالات الحرجة".
ضحايا غير مسبوقة
وشدد الدكتور قديح على الطبيعة الاستثنائية للاعتداء الأخير. وأشار إلى أنه "كان حدثا غير عادي من حيث عدد الحالات وطبيعة الإصابات". وقد أدى الصراع الدائر إلى تدفق مستمر للأفراد المصابين بجروح خطيرة، وبعضهم معرض لخطر الموت في أي لحظة. ومن بين الجرحى عدد كبير من الأطفال، مما يزيد من حجم المأساة.
الأزمة الإنسانية
إن انهيار النظام الطبي في غزة تحت وطأة الحرب ترك مقدمي الرعاية الصحية يكافحون من أجل تقديم حتى الرعاية الأساسية. إن نقص الموارد وارتفاع عدد الضحايا يدفعان البنية التحتية للرعاية الصحية في المنطقة إلى نقطة الانهيار.
لم تؤد الغارات الجوية الأخيرة في غزة إلى خسائر كبيرة في الأرواح فحسب، بل أدت أيضًا إلى دفع نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل إلى حافة الانهيار. ومع استمرار المستشفيات في التعامل مع الأعداد الهائلة من الجرحى، يجب على المجتمع الدولي أن يلبي بشكل عاجل الاحتياجات الإنسانية في المنطقة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.