شنت قوات الإحتلال الإسرائيلية غارة جوية واسعة النطاق في جنوب قطاع غزة، استهدفت محمد ضيف، قائد الجناح العسكري لحركة حماس.
وقد أثار الهجوم، الذي تم تنفيذه في منطقة إنسانية محددة، انتقادات دولية حادة بسبب سقوط ضحايا من المدنيين.
تفاصيل العملية
أذن وزير الدفاع يوآف جالانت باستخدام الذخائر الثقيلة لضمان نجاح العملية. ونشرت الطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار الإسرائيلية قذائف خارقة للتحصينات وصواريخ مختلفة لاستهداف مخبأ الضيف.
جمع الجيش الإسرائيلي معلومات استخباراتية كبيرة حول موقع الضيف، باستخدام تكنولوجيا المراقبة المتقدمة وأصول الاستخبارات البشرية لتتبع تحركاته، خاصة عند خروجه من الأنفاق.
الهدف والخسائر
كانت الغارة الجوية، التي وقعت حوالي الظهر بالتوقيت المحلي في منطقة المواصي في خان يونس، تهدف إلى القضاء على الضيف، المهندس الرئيسي لهجمات 7 أكتوبر على إسرائيل. وبينما لا يزال الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل الضيف، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مقتل 71 شخصًا وإصابة ما يقرب من 300 آخرين جراء الغارة.
التأثير المدني
وقعت الغارة في منطقة تم تصنيفها كمنطقة إنسانية، حيث لجأ المدنيون الفلسطينيون النازحون إليها. وتظهر الصور من مكان الحادث حفرة كبيرة والعديد من الضحايا. وزعم الجيش الإسرائيلي أن المجمع المستهدف كان قريبًا من ملاجئ المدنيين، ولكنه منفصل عنها، وأكد عدم وجود رهائن في المجمع. لكن حماس نفت استهداف الضيف واتهمت إسرائيل باستخدام الهجوم ذريعة لمذبحة أخرى.
السياق التاريخي
كان محمد ضيف، مؤسس الجناح العسكري لحركة حماس، هدفاً لمحاولات اغتيال متعددة قامت بها إسرائيل على مر السنين. وقد أصيب بجروح خطيرة في هجمات سابقة، وتعتقد المخابرات الإسرائيلية أنه إما يقود العمليات أو يتصرف كرئيس رمزي.
أكدت الأدلة الأخيرة، بما في ذلك مقاطع الفيديو التي تم العثور عليها أثناء العمليات البرية الإسرائيلية في غزة، الدور القيادي النشط للضيف وحالته الطبية الجيدة. وإذا تأكدت وفاته، فإن الضيف سيكون أكبر قائد في حماس يُقتل في الصراع الحالي.
رد الفعل الدولي
أدت الغارة الجوية إلى تكثيف التدقيق الدولي في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية، وخاصة فيما يتعلق بحماية أرواح المدنيين. وأفادت وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 38 ألف فلسطيني استشهدوا في الصراع المستمر. وأدى الهجوم على موقع الضيف، المصنف كمنطقة إنسانية، إلى دعوات لمزيد من التدخل الدولي وحماية المدنيين.
آراء الخبراء
وأشار روتم ماي تال، الرئيس التنفيذي لشركة Asgard Systems، إلى أن الذخائر المستخدمة في العملية كانت على الأرجح قنابل JDAM متقدمة، والمعروفة بدقتها وفعاليتها. وهذه القنابل، المصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية، يتم توجيهها بواسطة أشعة الليزر ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يعكس المستوى العالي من التطور التكنولوجي في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية.
إن الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على محمد ضيف يسلط الضوء على الصراع المستمر والمتصاعد بين إسرائيل وحماس. ورغم أن هذه العملية تهدف إلى تفكيك قيادة حماس، إلا أن الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين كانت سبباً في إثارة غضب عالمي وطرح تساؤلات أخلاقية حول أسلوب إدارة الحروب الحديثة.