أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن إيران ستبادر إلى التعاون مع دول المنطقة والمنظمات الإقليمية لتعميق العلاقات وإنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة.
جاء ذلك في مقال للرئيس الإيراني نشره في صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية، بعنوان "رسالتي إلى العالم الجديد"، تحدّث فيه عن نهجه ورؤيته في السياسة الخارجية والعلاقات مع دول العالم.
وأضاف بزشكيان أن إيران تؤكد أن العقيدة الدفاعية الإيرانية لا تتضمن الأسلحة النووية، معربًا عن تطلعه إلى الدخول في حوار بنّاء مع دول أوروبا بهدف وضع العلاقات على المسار الصحيح.
وأكد أن إدارته تعتزم انتهاج سياسةً تعتمد على اغتنام الفرص من خلال خلق التوازن في العلاقات مع كل البلدان، على نحو يتفق مع المصالح الوطنية الإيرانية، والتنمية الاقتصادية، ومتطلبات السلام والأمن الإقليمي والعالمي.
وأضاف أنّ طهران "ستضع تعزيز العلاقات مع جيراننا على رأس أولوياتها"، وستعمل على إرساء أسس "منطقة قوية"، بدلاً من منطقة تسعى فيها دولة واحدة لفرض هيمنتها وسيطرتها على الدول الأخرى.
وتابع بزشكيان قوله: "سنبادر إلى التعاون مع تركيا والسعودية وسلطنة عُمان والعراق والبحرين وقطر والكويت والإمارات، والمنظمات الإقليمية، لتعميق العلاقات الاقتصادية، تعزيز العلاقات التجارية، زيادة الاستثمار المشترك، معالجة التحديات المشتركة، والمضي قدماً نحو إنشاء إطار إقليمي للحوار وبناء الثقة والتنمية".
وعن موسكو، أكد الرئيس الإيراني أن روسيا "حليف استراتيجي وجار مهم لإيران"، مشددًا على أنّ إدارته "ستظلّ ملتزمةً توسيع التعاون معها وتعزيزه".
وأضاف أنّ طهران "تتمنى السلام لشعبي روسيا وأوكرانيا"، مستطردًا أن حكومته ستكون مستعدةً لدعم المبادرات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح بزشكيان أنّه "سيواصل إعطاء الأولوية للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف مع روسيا، وخصوصاً في أطر مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي".
وأكد بزشكيان أنّ خريطة الطريق التي أبرمتها إيران مع الصين، والتي تمتد على مدى 25 عاماً، "تمثّل معلماً مهماً نحو إقامة شراكة استراتيجية شاملة مفيدة للطرفين"، معرباً عن "تطلّعه إلى التعاون على نطاق أوسع مع بكين، مع التقدم نحو نظام عالمي جديد".
ولفت إلى أن بكين أدت في عام 2023 دوراً محورياً في تسهيل تطبيع العلاقات الإيرانية - السعودية، بحيث "أظهرت رؤيتها البناءة ونهجها الاستشرافي للشئون الدولية".
وتابع، قائلاً: "إن إدارتي، إذ تدرك أن المشهد العالمي قد تطوّر إلى ما هو أبعد من الانماط التقليدية، ملتزمةً بتعزيز العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع اللاعبين الدوليين الناشئين في الجنوب العالمي، وخصوصاً مع الدول الأفريقية".
وجدد الرئيس الإيراني موقف طهران بشأن العقيدة الدفاعية قائلًا “اريد التاكيد مرة أخرى أن العقيدة الدفاعية الإيرانية لا تتضمّن الأسلحة النووية وادعو الولايات المتحدة للتعلّم من أخطاء الماضي واتخاذ سياسة جديدة وفقاً لذلك”.