قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد توترات 13 عاماً| أردوغان يرغب في مقابلة بشار الأسد لهذا السبب

أردوغان وبشار الأسد
أردوغان وبشار الأسد
×

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إمكانية إقامة علاقات بين أنقرة ودمشق الكثير من التساؤلات ، وذلك بسبب التوترات الشديدة منذ الطرفين خاصة منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا قبل 13 عاماً، بلغت ذروتها حين طالبت تركيا بتنحية الأسد "حقناً للدماء".

أردوغان يرغب في مقابلة بشار الأسد

قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه دعا الرئيس السوري، بشار الأسد، قبل أسبوعين، لعقد اجتماع في تركيا أو في دولة ثالثة.

وفي تصريحات خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة الأميركية واشنطن، ذكر أردوغان أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مخوّل بتنظيم اجتماع مع الأسد في دولة ثالثة.

وأوضح الرئيس التركي فيه حديثه إلى الصحفيين، قائلاً: "دعوت السيد الأسد قبل أسبوعين إما للمجيء إلى بلدنا أو لعقد هذا الاجتماع في بلد ثالث".

وأضاف: "كلفت وزير خارجيتنا بهذا الشأن، وهو بدوره سيتواصل مع نظرائه للتغلب على هذه القطيعة والمضي قدماً في بدء عملية جديدة".

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الرئيس التركي أنه من الممكن أن يوجه دعوة إلى بشار الأسد لزيارة تركيا، بالتنسيق مع الرئيس الروسي، موضحاً أنه "قد تكون لدينا دعوة للسيد بوتين وبشار الأسد، إذا استطاع السيد بوتين زيارة تركيا، فقد يكون هذا بداية لعملية جديدة".

وجدد أردوغان عزمه على تطبيع العلاقات واللقاء مع الأسد، مشيراً إلى أنه "وصلنا الآن إلى نقطة مفادها أنه بمجرد أن يتخذ الأسد خطوة نحو تحسين العلاقات مع تركيا، فسوف نظهر هذا النهج تجاهه".

وأكد الرئيس التركي أن " بوتين لديه نهج للاجتماع (مع الأسد) في تركيا، ورئيس الوزراء العراقي لديه نهج، نحن نتحدث عن الوساطة، فما المانع من التحدث مع جارتنا؟".

ويشار إلى أن تركيا أعلنت خلال الأسابيع القليلة الماضية، على لسان كبار المسؤولين، عزمها على تطبيع العلاقات مع سوريا ، بهدف إيجاد حلول مشتركة لوجود حزب "العمال الكردستاني" شمال شرقي سوريا، وإعادة اللاجئين إلى بلادهم.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن أردوغان الأحد، تصريحاته الصحفية خلال رحلته من برلين، التي شهد فيها مباراة بين منتخب بلاده ونظيره الهولندي، في إطار كأس أمم أوروبا لكرة القدم يورو 2024.

وقال أردوغان للصحفيين وهو على متن الطائرة: "سنوجه دعوتنا للأسد، وبهذه الدعوة، نريد استعادة العلاقات التركية السورية إلى نفس المستوى الذي كانت عليه في الماضي".

وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ورئيس الوزراء العراقي يمكن أن يسهما في تسهيل الاتصال بين البلدين.

وكان رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا، أوزغور أوزال، قد قال مؤخراً إنه يقوم بمحاولات لترتيب لقاء مع الرئيس السوري.

لماذا يسعى أردوغان لعودة العلاقات مع سوريا؟

اولاً: السياسة الخارجية التركية الجديدة

قال الدكتور احمد سيد احمد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية، إن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للرئيس السوري بشار الأسد لانهاء القطيعة بينهم تعكس السياسة الخارجية التركية الجديدة التي ينتهجها الرئيس أردوغان منذ أكثر من عام ونصف والتي تقوم على فكرة تصفير المشكلات خاصة مع دول الجوار والدول التي شهدت توترات مع تركيا في وقت سابق خاصة الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات وسوريا.

ثانياً: لمواجهة التحديات الاقتصادية بعد عدم انضمامها للاتحاد الأوروبي

وأضاف خلال تصريحات خاصة ل"صدى البلد " أن الرغبة في التقارب يأتي في إطار التطبيع التي تريد ان تقوم به تركيا كما راينا في استنئاف علاقاتها مع السعودية والإمارات ومصر ، مشيرا الى ان تركيا لديها قناعة بأن وجود علاقات قوية على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري مع الدول العربية له أهمية كبيرة لمواجهة التحديات الاقتصادية خاصة وأن تركيا كانت تراهن في السابق على الملعب الاوروبي ولكن أوروبا أغلقت الأبواب وأصبح هناك صعوبة أمام تركيا لكي تنضم للاتحاد الأوروبي، ومن هنا بدأت تنظر باهتمام للدول العربية.

ثالثاً: تبني تركيا سياسة الواقعية السياسية

وتابع : العلاقات التركية السورية شهدت توترات كبيرة منذ عام 2012 بعد قيام الثورة السورية ، ودعم تركيا لما يسمى ب" الجيش الحر" ، وبالتالي هذا التقارب يدل على أن هناك تغييرات جديدة في المنطقة حيث تبني تركيا سياسة الواقعية السياسية، ومن المعروف أن الرئيس بشار الأسد استعاد قوة الدولة السورية وفشلت محاولات الفصائل المسلحة في إسقاط النظام السوري، وبالتالي تركيا لديها مصلحة في عودة التقارب مع سوريا في ظل وجود حدود جغرافية أيضا مشتركة بينهم ، كما أن تركيا ترغب في عودة اللاجئين السوريين الذين وصل عددهم لأكثر من 3 مليون لاجئ سوري في تركيا.

ماذا حدث في السابق بين تركيا وسوريا ؟

كانت تركيا حليفاً اقتصادياً وسياسياً أساسياً لسوريا، ولكن بعد اندلاع الاحتجاجات السورية عام 2011 قررت تركيا قطع علاقاتها مع سوريا ودعم المعارضين الذين يريدون الإطاحة بالأسد، وأرسلت تركيا وزير خارجيتها إلى دمشق لتوجيه رسالة "شديدة اللهجة"، قبل أن تطالب أنقرة بتنحية الأسد.

شهدت سوريا منذ بداية الحرب في مارس2011 تدخلات تركية عسكرية متعددة، تركزت في مناطق شمال البلاد الذي تسيطر عليه أنقرة، قائلة إن العمليات تهدف إلى تحقيق ضرورات أمنية وسياسية واقتصادية، بحسب المسؤولين الأتراك.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس في 2023 أنه طوال الصراع المستمر منذ 12 عامًا، دعمت تركيا جماعات المعارضة المسلحة في شمال غرب البلاد التي تسعى إلى إزاحة الأسد من السلطة.

وقد نددت الحكومة السورية مرارًا وتكرارًا بسيطرة أنقرة على أجزاء من جيب شمال غرب البلاد الذي استولى عليه معارضو الأسد سابقًا.

واستولت تركيا على المنطقة من خلال عدة توغلات عسكرية منذ عام 2016 ضد القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

ومن ناحية أخرى، تدخلت روسيا عسكريا في سوريا بدءا من سبتمبر 2015، ولعبت إلى جانب إيران دورا محوريا في إبقاء الأسد في السلطة واستعادة أجزاء كبيرة من البلاد.

وحافظت موسكو على وجود عسكري في الدولة الواقعة في الشرق الأوسط حتى مع انشغال الجزء الأكبر من قواتها بالقتال في أوكرانيا.

وفي أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا في فبراير 2023 وأودى بحياة عشرات الآلاف من الناس، بدأت وتيرة التطبيع الإقليمي مع دمشق تتسارع؛ ففي أبريل، استضافت موسكو وزراء دفاع تركيا وسوريا وإيران لإجراء محادثات قالت إنها ركزت على "خطوات عملية لتعزيز الأمن في الجمهورية العربية السورية وتطبيع العلاقات السورية التركية

وفي 2023 اتفقت سوريا وتركيا على وضع "خارطة طريق" لتحسين العلاقات المتوترة، في أعقاب محادثات بين البلدين إلى جانب روسيا وإيران في موسكو.

وجاء ذلك الاتفاق بعد أسبوع من اجتماع سوريا والحكومات العربية في الأردن، والذي اتفقت فيه على وضع خارطة طريق خاصة بها لحل الحرب الأهلية السورية الطويلة وتعزيز العلاقات.