منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر، أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن حوالي 6400 فلسطيني في عداد المفقودين. ويُعتقد أن العديد من هؤلاء الأفراد محاصرون تحت الأنقاض، أو مدفونون دون تحديد هوياتهم، أو محتجزون في السجون الإسرائيلية.
تدفق هائل للمكالمات إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر
وفقا للجارديان، تلقت اللجنة الدولية سيلًا من المكالمات من أفراد العائلات الذين يبحثون عن أحبائهم. وكشفت سارة ديفيز، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الخطوط الساخنة التابعة لها تتلقى ما بين 500 و2500 مكالمة أسبوعيًا.
أوضحت أن "مستوى المكالمات يتقلب"، مشيرة إلى أن الأعمال العدائية أو أوامر الإخلاء غالباً ما تؤدي إلى زيادة في مكالمات البحث عن المفقودين.
التحديات في لم شمل الأسر
سلط ديفيز الضوء على الصعوبات التي تواجهها الأسر في مثل هذه البيئات الفوضوية. وقالت: "الناس مذعورون، وأحيانا يكون الجو مظلما ويصعب رؤيتهم، وإذا وقعت انفجارات قريبة يهرب الناس ويفقدون بعضهم البعض". وتتفاقم المضاعفات بشكل أكبر عندما يتم نقل الأفراد المصابين إلى مستشفيات غير معروفة لعائلاتهم، كما أن انقطاع الاتصالات يجعل إعادة الاتصال مستحيلة تقريبًا.
التأثير على الجهود الطبية والطب الشرعي
أدى العنف المستمر إلى تعطيل البنية التحتية للاتصالات والرعاية الصحية بشكل كبير. وقد تعرضت المستشفيات للهجوم، مما أدى إلى تعقيد عملية توثيق الضحايا وتحديد هوية المتوفين. وقد تم تقييد وصول خبراء الطب الشرعي وحقوق الإنسان، مما أعاق التعرف على الضحايا.
العاملون في المجال الإنساني والأسر في خطر
شدد تقرير لمنظمة إنقاذ الطفولة على المخاطر التي تواجهها العائلات والعاملون في المجال الإنساني الذين يحاولون البحث بين الأنقاض. إن كثافة الغارات الجوية والأعمال العدائية الإسرائيلية، إلى جانب الذخائر غير المنفجرة، تجعل إجراء عمليات التفتيش هذه محفوفًا بالمخاطر.
جهود اللجنة الدولية والإحصاءات القاتمة
منذ تصاعد النزاع، تعاونت اللجنة الدولية مع 7429 عائلة فلسطينية لجمع معلومات عن أقاربها المفقودين. وبينما تم حل ما يقرب من 2300 حالة، لا يزال الآلاف في عداد المفقودين. ويؤكد استمرار هذه الأعداد الكبيرة على التحديات الهائلة التي يواجهها أولئك الذين يحاولون لم شمل أسرهم.
المآسي الشخصية في ظل الصراع
وروى محمد ناجي، أحد سكان الفلوجة في شمال غزة، إنقاذ ثمانية أشخاص من تحت الأنقاض بعد هجوم وقع مؤخرا، لكنه أشار إلى أن 17 آخرين، بما في ذلك بعض أبناء عمومته، ما زالوا في عداد المفقودين. وقال ناجي: "لا نعرف شيئاً عنهم"، معبراً عن ألمه لعدم معرفة مصير أحبائهم.
شارك أبو علي ظاهر قصة مفجعة مماثلة، حيث فقد 23 من أفراد عائلته عندما دمرت غارة جوية إسرائيلية مبناهم السكني. وتم انتشال 16 جثة، ولا يزال سبعة في عداد المفقودين. وقال زاهر: "نريد أن نمنحهم دفناً لائقاً"، واصفاً الألم الذي لا يطاق الذي عانت منه عائلته.
الحجم الحقيقي للأشخاص المفقودين
ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي للفلسطينيين المفقودين أعلى من ذلك بكثير. ولا تعلم جميع العائلات أن بإمكانها الاتصال باللجنة الدولية، وفي بعض الحالات، قُتلت عائلات بأكملها، ولم يتبق أحد للإبلاغ عن اختفائها. وتشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص بسبب الحرب، باستثناء الآلاف الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
تعقيدات تحديد مكان المفقودين
يتضمن تحديد أماكن الأشخاص المفقودين إحالة البيانات من مصادر مختلفة، بما في ذلك سجلات المستشفيات وقوائم المحتجزين. ومع ذلك، فإن ظروف أنشطة البحث هذه لا يمكن تحملها حاليًا في غزة. وأوضح ديفيز أن "الناس يتنقلون كثيرًا، ويعيشون في خيام وليس لديهم عناوين ثابتة".
الأمل الدائم وسط اليأس
كل يوم، يتجول أبو علي ظاهر بين أنقاض منزله المدمر، على أمل حدوث معجزة. وقال: "أذهب كل يوم بين الأنقاض وأنادي بأسمائهم، وأصرخ، على أمل أن يجيبني أحد"، مجسداً الأمل والتصميم المتواصلين لأولئك الذين يبحثون عن أحبائهم المفقودين.