تشهد مدينة غزة ضائقة إنسانية حادة حيث يجد المدنيون أنفسهم محاصرين في منازلهم وسط العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة. وأبلغ المسؤولون الفلسطينيون ومسعفو الطوارئ عن وجود جثث ملقاة في الشوارع، في أعقاب توجيهات الجيش الإسرائيلي للسكان باستخدام "طرق آمنة" محددة للإخلاء باتجاه الجنوب.
أوضاع يائسة في منطقتيتل الهوى وصبرا
تلقت وزارة الصحة في غزة، بحسب رويترز، تقارير عن محاصرين ومقتل أفراد داخل منازلهم في منطقتي تل الهوى وصبرا. وتعرقلت جهود الإنقاذ، مما أدى إلى عدم انتشال الجثث في مناطق مثل تل الهوى والرمال. وتقدر خدمة الطوارئ المدنية ما لا يقل عن 30 حالة وفاة في هذه المناطق.
تحذيرات إسرائيلية وعمليات إجلاء جماعية
ووزع الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، منشورات تحذر السكان من أن مدينة غزة لا تزال منطقة قتال خطيرة، وحثتهم على الفرار عبر طرق هروب محددة. ويشير مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى أن ما يصل إلى 350 ألف شخص لجأوا إلى مدينة غزة، وأن أوامر الإخلاء الأخيرة تؤدي إلى تفاقم معاناة الأسر الفلسطينية التي نزحت عدة مرات.
عدم ثقة المدنيين في الممرات الآمنة
ويعرب العديد من المدنيين عن شكوكهم بشأن سلامة الممرات المخصصة. ويخشى السكان من عدم القدرة على العودة أو أخذ ممتلكاتهم في حال إخلائهم. وقال محمد علي، 30 عاماً، وهو أحد السكان: "سنموت ولكن لن نرحل إلى الجنوب. لقد تحملنا المجاعة والقنابل لمدة تسعة أشهر ومستعدون للموت شهداء هنا".
اتهامات لحماس وجمود المفاوضات
حماس تحذر من أن الهجوم العنيف على مدينة غزة يمكن أن يعرقل جهود السلام في الوقت الذي يبدو فيه أن المفاوضات تقترب من نهايتها. وتتهم الحركة إسرائيل بالمماطلة لتخريب المحادثات. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا يزال البيت الأبيض متفائلاً بحذر بشأن المناقشات الجارية في مصر وقطر.
الموقفان الأمريكي والإسرائيلي من محادثات وقف إطلاق النار
واعترف جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، بالثغرات المتبقية في المفاوضات، لكنه أعرب عن إيمانه بإمكانية تضييق هذه الخلافات. ويعمل مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط بريت ماكجورك ومدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز بنشاط على سد هذه الفجوات.
ويصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه معارضة داخلية داخل ائتلافه، على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى يتم تحقيق جميع الأهداف العسكرية.