قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

آبي أحمد في بورتسودان.. رجل الحرب والدمار في القرن الأفريقي يحمل مشروع سلام إلى السودان.. رئيس الوزراء الإثيوبي يقدم مبادرة للبرهان مع ميليشيات الدعم السريع

آبي أحمد والبرهان
آبي أحمد والبرهان
×

أثار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، استغراب كثير من المراقبين بعد زيارته المفاجئة إلى السودان، ولقائه برئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على الرغم من انحيازه التام إلى جانب محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" قائد ميليشيات الدعم السريع التي تقاتل ضد الجيش السوداني.

هدف زيارة آبي أحمد إلى السودان

وكان الأمر الأكثر استغرابا هو الهدف من زيارة المسئول الإثيوبي إلى السودان، حيث حمل في جعبته مشروعا للسلام بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع، على الرغم من إثيوبيا تسبح في الحروب والأزمات، والخلافات مع دول الجوار أيضا.

وأدخل آبي أحمد بلاده في حرب استمرت عامين بين الجيش الإثيوبي الذي استعان بالجيش الإريتري وميليشيات الأمهرة، ضد جبهة تحرير شعب تيجراي في الفترة بين نوفمبر 2020 إلى نوفمبر 2022 والتي قتل خلالها 600 ألف شخص.

ومؤخرا اندلعت أزمة بين الصومال وإثيوبيا بسبب انتهاك أديس أيابا لسيادة مقيديشو بتوقع مذكرة تفاهم غير قانونية مع أرض الصومال، تنص على حصولها على 20 كم من ساحل البحر الأحمر، على سبيل الإيجار لمدة 50 عاما في مقابل حصة في شركة الخطوط الجوية الإثيوبية أو سد النهضة والاعتراف بأرض الصومال، وهو الأمر الذي أثار غضب كبير في الصومال على المستوى الشعبي والرسمي.

وأكد وزير الخارجية الإثيوبي تاي سيلاسي، أن آبي أحمد وصل إلى بورتوسودان حاملا مشروع للسلام وإنهاء الحرب في السودان، المستمرة منذ منتصف أبريل من العام الماضي 2023.

استقبال آبي أحمد في بورتسودان

وجاء استقبال آبي أحمد في بورتسودان، من جانب البرهان الذي قاد بنفسه السيارة التي تقلهما من المطار إلى مقر لقائهما، إلى جانب انتشار اللافتات المرحبة في شوارع السودان.

وقدم الفريق البرهان شرحا لرئيس الوزراء الإثيوبي حول الوضع في السودان على خلفية التمرد الذي قادته مليشيا الدعم السريع الإرهابية ضد الدولة ومؤسساتها، مبينا أن المليشيا ارتكبت جرائم وفظائع ضد الشعب السوداني فضلا عن تدميرها للبنية التحتية للدولة واستهداف المؤسسات القومية.

وأكد رئيس مجلس السيادة حرص السودان على تطوير مجالات التعاون مع إثيوبيا وذلك لخدمة المصالح المشتركة لشعبي البلدين.

من جانبه عبر رئيس الوزراء الإثيوبي عن شكره لرئيس مجلس السيادة على حسن الضيافة والاستقبال مبيناً أن زيارته للسودان تأتي للتضامن مع الشعب السوداني وقال ان الأصدقاء الحقيقيين يظهرون وقت الشدة .

وقال آبي أحمد إن هذه الزيارة جاءت لتأكيد وقوف إثيوبيا حكومة وشعباً مع السودان مبيناً أن الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع شعب السودان في محنته وأضاف قائلا " هذه الحرب ستنتهي وستبقى العلاقات بين البلدين راسخة ووطيدة".

وأشار إلى أهمية السلام بإعتباره اساس التنمية، مؤكدا أن مشكلات الدول يجب أن تحل داخليا دون تدخل خارجي.

خلافات سابقة بين إثيوبيا والسودان

وتأتي هذه التصريحات على خلاف الموقف السابق لآبي أحمد من الأزمة السودانية، وكان أبرزها قبل عام، حينما أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي تصريحات ضد السودان خلال قمة إيجاد التي عقدت في يوليو من العام الماضي، في أديس أبابا والتي طالب فيها بضرورة فرض حظر طيران ونزع الأسلحة الثقيلة في السودان.

وعبرت وزارة الخارجية السودانية آنذاك عن دهشتها من تصريحات آبي أحمد، بأن هنالك فراغا في قيادة الدولة مما يفسر بأنه عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية وتستنكر دعوته لفرض حظر جوي ونزع المدفعية الثقيلة خلافًا لمواقفه وتفاهماته المباشرة القائمة مع رئيس مجلس السيادة الإنتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.

تغريدات متبادلة بين البرهان وآبي أحمد

ولم تستغرق الزيارة ساعات حتى غادر آبي أحمد، عائدا إلى إثيوبيا ونشر البرهان عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس "شكرا دكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية أثيوبيا الفدرالية الديمقراطية الشقيقة على زيارتك وتضامنك مع حكومة وشعب السودان" ليرد عليه آبي أحمد بتغريدة قال فيها " بما أن التحديات التي يواجهها شعب السودان هي تحدياتنا أيضاً، وسلامهم هو سلامنا، فإننا ملتزمون بالعمل من أجل إغاثة ورخاء الشعب السوداني".

مشروع السلام في السودان

وأوضحت صحيفة "أديس نيوز" الإثيوبية، أن آبي أحمد قدم أمس الأول الثلاثاء، مقترح سلام لإنهاء الحرب الأهلية الدامية في السودان.

وأشار الموقع الإخباري الإثيوبي إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا اقترح عقد لقاء بين الفريق أول البرهان وحمدان دقلو تحت رعاية الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني وقد طلب الاتحاد الأفريقي مؤخرا من الرئيس الأوغندي جلب الجنرالات السودانيين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات.

ووافق الفريق أول عبد الفتاح البرهان، القائد العسكري السوداني ورئيس مجلس السيادة، على النظر في الاقتراح، ولم يصدر أي بيان رسمي من الحكومتين الإثيوبية والسودانية حول مقترح السلام.

وتسببت الحرب في السودان بمقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وشُرد الملايين إلى دول الجوار وبحسب المنظمات الإنسانية الدولية، يشهد السودان أسوأ كارثة إنسانية في العالم.