هز الرئيس الكيني ويليام روتو المشهد السياسي بإقالة جميع وزراء حكومته تقريبًا والمدعي العام ردًا على الاحتجاجات واسعة النطاق على الضرائب المرتفعة وفشل الإدارة. وتأتي هذه الخطوة، التي أُعلن عنها في خطاب متلفز، بعد أسابيع من الاضطرابات التي بلغت ذروتها باقتحام المتظاهرين البرلمان في أواخر يونيو.
تعهد بالإصلاح والكفاءة
برر الرئيس روتو قراره بأنه استجابة للغضب الشعبي، ووعد بتشكيل حكومة جديدة تعطي الأولوية للكفاءة والمساءلة. وسيتم الآن إدارة الوزارات من قبل أمناءها الدائمين كجزء من تعهده بتبسيط العمليات والقضاء على التسريحات البيروقراطية.
المحفز: الجدل حول مشروع قانون المالية والاحتجاج العام
كان الدافع وراء الاحتجاجات هو إقرار مشروع قانون المالية الذي يقترح زيادة الضرائب، الأمر الذي أثار مظاهرات في جميع أنحاء البلاد ودعوات لاستقالة روتو. وسقط أكثر من 30 قتيلاً خلال الاحتجاجات، مما يؤكد شدة السخط العام.
وعود باتجاه جديد
أكد روتو للأمة أن حكومته المعدلة ستركز على خفض الديون، وتعزيز الإيرادات المحلية، وخلق فرص العمل، ومكافحة الفساد. وشدد على ضرورة التحرك العاجل والحاسم لمعالجة هذه القضايا الملحة.
انتقادات واستقالة
انتقد المنتقدون روتو لأنه عين حلفاء سياسيين بدلا من التكنوقراط في مناصب وزارية رئيسية منذ انتخابه في عام 2022. وأدت العديد من فضائح الفساد، لا سيما في الزراعة والصحة، إلى تآكل ثقة الجمهور في الإدارة.
الغضب الشعبي والتداعيات السياسية
اتهم المتظاهرون مجلس الوزراء بعدم الكفاءة والإسراف وسط الصعوبات الاقتصادية، وكثفوا المطالبات باستقالة روتو على الرغم من رفضه التوقيع على مشروع قانون المالية المثير للجدل.
خطوة جريئة في المشهد السياسي في كينيا
وصف المحلل السياسي هيرمان مانيورا تصرفات روتو بأنها جريئة ولكنها ضرورية لقمع الاضطرابات العامة واستعادة الثقة. وهذا يمثل أول إقالة جماعية لوزراء في كينيا بموجب الدستور الحالي، وهو ما يذكرنا بتحرك مماثل اتخذه الرئيس مواي كيباكي في عام 2005.
تدابير التقشف والمساءلة
في محاولة لاستعادة ثقة الجمهور، أعلن روتو عن إجراءات تقشفية، بما في ذلك حل الشركات الحكومية المتداخلة ووقف تمويل الوظائف الحكومية غير الأساسية. وتهدف هذه الخطوات إلى الحد من الهدر وتعزيز الانضباط المالي.