تواجه الصين فضيحة كبيرة تتعلق بسلامة الغذاء قبل أيام فقط من اجتماع رفيع المستوى للحزب الشيوعي الصيني يهدف إلى تعزيز الثقة الاقتصادية. وتشمل الفضيحة، التي أثارت غضبا شعبيا، استخدام صهاريج الوقود غير المغسولة لنقل زيت الطهي، كما ذكرت صحيفة بكين نيوز التي تديرها الدولة.

فضيحة تكشف ممارسات خطيرة

كشفت صحيفة بكين نيوز عن "السر" المتمثل في إعادة استخدام صهاريج الوقود لنقل زيت الطهي دون التنظيف أو التطهير المناسب. أجرى مراسل سري مقابلة مع سائق شاحنة اعترف بنقل ما يقرب من 32 طنًا من زيت فول الصويا في ناقلة كانت تحمل في السابق وقودًا مشتقًا من الفحم. ولم يُسمح لسائق الشاحنة مع عدد آخر من الأشخاص بالعودة بمركبة فارغة، فلجأ إلى هذه الممارسات الخطيرة.

الشركات الكبرى المتورطة

تورطت في هذه الفضيحة شركات صينية كبرى، بما في ذلك شركة سينوجرين المملوكة للدولة والمجموعة الخاصة مجموعة هوبفول جرين آند أويل. وتحقق الشركتان حاليًا في هذه الادعاءات. تنص اللوائح الصينية على استخدام ناقلات مختلفة لنقل الوقود وزيت الطهي لمنع التلوث.

قلة عمليات التفتيش والمخاطر الصحية المحتملة

سلط التقرير الضوء على غياب عمليات التفتيش أو طبيعتها السطحية. وفي إحدى الحالات، كانت ناقلة تنتظر شحنة من زيت الطعام تحمل قطعة من الورق الأبيض تغطي ملصق استخدام الوقود الخاص بها. لا تزال الوجهات النهائية للنفط الملوث غير واضحة، لكن تقارير المتابعة تشير إلى أنه تم تسليمه إلى منشآت التعبئة والتغليف التي تديرها علامات تجارية معروفة، مما يثير مخاوف من احتمال وجود النفط السام في السوق. وحذر أحد المطلعين على الصناعة من أن بعض هذا النفط قد يتم بيعه في الخارج في زجاجات صغيرة.

السياق التاريخي للمخاوف المتعلقة بسلامة الأغذية

أثارت هذه الحادثة غضبًا واسع النطاق في بلد يعاني بالفعل من فضائح سابقة تتعلق بسلامة الغذاء. وفي عام 2008، تسبب حليب الأطفال الملوث في وفاة ستة أطفال وإصابة 300 ألف آخرين. وفي عام 2013، تم العثور على أكثر من 16 ألف خنزير ميت في نهر هوانغبو، وفي العام الماضي فقط، اكتشف طالب في جيانغشي رأس فأر في وجبة مدرسية.

ردود أفعال وسائل التواصل الاجتماعي والثناء الإعلامي

حصد هاشتاج #زيت_الأكل أكثر من 16 مليون مشاهدة على موقع ويبو، وأشاد الكثيرون بدور الصحافة الاستقصائية في فضح الفضيحة. وأشار أحد المعلقين: "لقد مر وقت طويل منذ أن رأيت صحافة استقصائية كهذه، تحية لوسائل الإعلام".

ومع ذلك، فإن المحللين في حيرة من أمرهم بشأن سبب السماح لوسائل الإعلام المدعومة من الحزب الشيوعي الصيني بنشر مثل هذا التقرير المدمر مباشرة قبل الجلسة المكتملة الثالثة، وهو تجمع سياسي حاسم.

الرقابة وتأثير السوق

على الرغم من التقرير الأولي، فقد خضعت علامات التصنيف ذات الصلة، وخاصة تلك التي تشير إلى شركات معينة، للرقابة على موقع ويبو. وانخفضت أسهم الشركة الأم لجينلونجيو، المتورطة في الفضيحة، بأكثر من 8% وسط مخاوف بشأن النفط الملوث. وقد دافعت شركة Jinlongyu عن نفسها، قائلة إن شاحناتها تلبي المعايير الوطنية.

استجابة الحكومة

رداً على ذلك، أعلنت لجنة سلامة الأغذية الصينية التابعة لمجلس الدولة عن إجراء تحقيق ووعدت بتوقيع عقوبات صارمة على من تثبت إدانتهم بالاستخدام غير السليم للناقلات. وشددت الهيئة على أهمية الالتزام بالضوابط اللازمة لمنع مثل هذه الممارسات الخطيرة.