ليلة استثنائية قدمها مهرجان عمان السينمائي الدولي - أول فيلم، مع تنظيم ندوة خاصة للمخرج الإيراني الشهير أصغر فرهادي ضمن قسم الأول والأحدث، بإدارة عريب زعيتر، يشارك خلالها فلسفته وخبراته والدروس التي اكتسبها خلال مسيرته السينمائية، مستعرضا التحديات التي واجهها وساهمت في نضوج أعماله كمخرج.
امتدّت الجلسة الحوارية إلى ساعتَينن، تحدّث السينمائي الإيراني خلالهما إلى جمع من المحترفين والمبتدئين في محاولة لاكتشاف مفاتيحه السينمائيّة، وتفاصيل دقيقة في أبرز أفلامه، وجائزتيه في سباق الأوسكار.
“أنا مؤمن بأن السنوات المقبلة ستشهد على خروج أفضل الأفلام من هذه المنطقة بالذات”، كهذا وصف أصغر فرهادي رؤيته لسينما الشرق الأوسط، وأضاف: “إنها زيارتي الأولى إلى الأردن وأستمتع بوقتي للغاية، وسعيد لمقابلة عديد المواهب من صناع الأفلام العرب خلال حضوره فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان، ومتأكد أن سينما المنطقة العربية والشرق الأوسط بشكل عام يمكن أن تصل لكل العالم”.
وتذكر فرهادي تلك اللحظة التي وقف فيها على مسرح أكاديمية الأوسكار لاستلام التمثال الشهير عام 2012 كأول مخرج إيراني يتوَّج بهذه الجائزة، عن فيلمه A Separation، لقد شعر أنه فيلم محلي، ولم يكن يتوقع أن يطوف العالم: “ولكني فوجئت باختياره للعرض في مهرجان برلين، وصولا إلى حفل الأوسكار، ثم عاد من جديد إلى أمريكا مع فيلمه The Salesman عام 2017 ليتوج بـ أوسكار أفضل فيلم أجنبي مرةً جديدة”.
كما امتد حديث فرهادي إلى لحظة حصوله على الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه "A Hero" في عام 2021، حيث حصل على الجائزة مناصفة مع فيلم "Compartment No.6" للمخرج الفنلندي يوهو كوسمانن.
أصغر فرهادي
بدأ فرهادي مسيرته السينمائية بإخراج فيلمه الروائي الطويل الأول "Dancing in the Dust" عام 2003.
جاءت شهرة فرهادي الدولية مع فيلمه الرابع "About Elly" عام 2009، الذي فاز بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الدولي التاسع والخمسين.
بعد عامين، عرض فيلم "A Separation" في مهرجان برلين السينمائي الدولي الحادي والستين، حيث حصل على جائزة الدب الذهبي لأفضل فيلم، ليصبح أول فيلم إيراني يفوز بهذه الجائزة.
وفي العام الذي يليه، فاز فيلم "A Separation" بجائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وأصبح أول فيلم إيراني يحصد جائزة أوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية في حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والثمانين.
كما حصد الفيلم جائزة سيزار لأفضل فيلم أجنبي ليصل إجمالي جوائزه إلى 88 جائزة.
في 2013، تم اختيار فيلمه "The Past" للتنافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي.
وبعد ثلاثة أعوام عاد لينافس بفيلمه "The Salesman" على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي فحصل على جائزة أفضل سيناريو ومن بعد حصد جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي للمرة الثانية.
بعد خمس سنوات وتحديدا بعام 2018، تم اختيار فيلمه "Everybody Knows” ليكون فيلم افتتاح مهرجان كان السينمائي، ورشح للفوز بالسعفة الذهبية.
يُعَدُّ أصغر فرهادي واحدًا من أبرز المخرجين الإيرانيين الذين ساهموا في تعزيز مكانة السينما الإيرانية على الساحة الدولية.
تتميز أفلامه بأسلوب سردي يتناول القضايا الاجتماعية والأخلاقية من خلال شخصيات متعددة الأبعاد وواقعية.
يستخدم فرهادي التوترات اليومية والتفاصيل الدقيقة لبناء حبكات درامية تتناول موضوعات مثل الشرف والعدالة والعلاقات الإنسانية.
بفضل قصصه الإنسانية العميقة وأسلوبه السينمائي الفريد، استطاع جذب انتباه الجماهير والنقاد على حد سواء، مما جعله أحد أكثر المخرجين تأثيرًا واحترامًا في العالم اليوم.