يقال إن الولايات المتحدة تضغط على حكومة حزب العمال المنتخبة حديثًا في المملكة المتحدة لمواصلة الطعن القانوني الذي بدأته إدارة المحافظين السابقة ضد المحكمة الجنائية الدولية.
وفقا للجارديان، يتعلق هذا التحدي بسلطة المحكمة الجنائية الدولية في إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة. وقد ادعى المحامي في مجال حقوق الإنسان جيفري روبرتسون أن الولايات المتحدة تتوقع من المملكة المتحدة حماية مصالحها فيما يتعلق بهذه القضية، على الرغم من أن الولايات المتحدة ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية.
خلفية التحدي القانوني
في مايو، في ظل حكومة المحافظين بقيادة ريشي سوناك، شككت وزارة الخارجية البريطانية في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية على التصرفات الإسرائيلية في غزة. جاء هذا التحدي في أعقاب حكم المحكمة الجنائية الدولية لعام 2021 الذي أكد اختصاصها القضائي على الأنشطة الإسرائيلية في فلسطين.
منحت المحكمة الجنائية الدولية حكومة حزب العمال الجديدة مهلة حتى 26 يوليو لتقرر ما إذا كانت ستمضي قدماً في هذا الطعن. كما دعت المحكمة الدول الأخرى والأطراف المهتمة إلى تقديم مذكراتها بشأن هذه المسألة بحلول يوم الجمعة.
معضلة العمل
وأشار مسؤولو حزب العمال إلى أن الحزب، أثناء وجوده في المعارضة، رفض تحدي المحافظين لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية. ومع ذلك، لم يؤكدوا ما إذا كانت حكومة حزب العمال ستسحب المطالبة.
من المتوقع أن تكون هذه القضية موضوعا مهما خلال لقاء السير كير ستارمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن. وقد يمثل قرار حزب العمال في هذا الشأن أول اختبار أخلاقي كبير لرئاسة ستارمر للوزراء.
زيارة ديفيد لامي القادمة
ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي المنطقة يوم الاثنين، حيث من المرجح أن يواجه تدقيقًا مكثفًا فيما يتعلق بموقف حزب العمال بشأن مبيعات الأسلحة والسياسات الأخرى. إن حجة وزارة الخارجية ضد المحكمة الجنائية الدولية، التي قدمتها إسرائيل في البداية، تتوقف على اتفاقيات أوسلو (1993-1995) التي، بحسب إسرائيل، تمنع فلسطين من محاكمة الإسرائيليين.
مع ذلك، اعتبرت المحكمة الجنائية الدولية هذه الحجة غير ذات صلة في حكمها لعام 2021، مشيرة إلى أن عضوية فلسطين تسمح لها بالخضوع لاختصاص المحكمة الجنائية الدولية.
نقد جيفري روبرتسون
انتقد جيفري روبرتسون الحجة القانونية ووصفها بأنها "غير معقولة"، مشيراً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تأسست في عام 2002، بعد وقت طويل من اتفاقيات أوسلو. وهو يرى أن البند المؤقت الذي يعود تاريخه إلى ما يقرب من 30 عامًا لا ينبغي أن يمنع المحكمة الجنائية الدولية من معالجة انتهاكات القانون الجنائي الدولي اليوم.
يؤكد روبرتسون أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان قفقاس سنتر، يعمل بشكل مستقل وليس مندوباً للسلطات الفلسطينية. ويؤكد كذلك أن الموقف الحالي للمملكة المتحدة يمكن أن يسمح لقوات الدفاع الإسرائيلية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان دون مساءلة.
التداعيات والخطوات المستقبلية
ويعني التحدي القانوني المستمر أن أي قرار للمحكمة الجنائية الدولية بشأن إصدار مذكرات الاعتقال من غير المرجح قبل أغسطس. ويسلط هذا التأخير الضوء على التعقيدات والحساسيات السياسية المحيطة بالعدالة الدولية ومحاكمة جرائم الحرب المزعومة.
بينما يبحر حزب العمال في هذه القضية، فإن تعامله مع تحدي المحكمة الجنائية الدولية سوف يخضع للمراقبة عن كثب باعتباره مؤشراً على التزام الحزب بالقانون الدولي وحقوق الإنسان.