أصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء واسع النطاق لسكان مدينة غزة.. وتأتي هذه الدعوة في أعقاب الغارات الجوية المدمرة عبر الجيب والمخاوف المتزايدة من صراع محتمل واسع النطاق مع مقاتلي حزب الله على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان.
ضربة قاتلـ ـة على مبنى المدرسة
قصفت غارة جوية أخيرة في جنوب غزة، استهدفت أحد نشطاء حماس، مبنى مدرسة في خان يونس بشكل مأساوي، مما أسفر عن استشهاد 25 شخصًا على الأقل، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
كان المبنى يؤوي آلاف النازحين، مما يسلط الضوء على الخسائر الفادحة التي لحقت بالمدنيين. وعلى الرغم من تأكيدات إسرائيل بأنها تنتقل إلى مرحلة أقل حدة من الحرب، فقد أدى هذا الحادث إلى تكثيف التدقيق في تكتيكاتها العسكرية.
إشعار إخلاء واسع النطاق
حثت المنشورات التي تم توزيعها في مدينة غزة والرسائل على وسائل التواصل الاجتماعي العسكرية الإسرائيلية المدنيين على التحرك نحو وسط غزة، معتبرة المدينة "منطقة قتال خطيرة".
يعد أمر الإخلاء الواسع هذا خروجًا عن التوجيهات السابقة، التي ركزت عادةً على أحياء محددة. وحثت وزارة الداخلية التابعة لحركة حماس في غزة السكان على تجاهل أمر الإخلاء، ووصفته بأنه "إكراه نفسي".
الأثر الإنساني والاستجابة الدولية
أسفرت الغارة الجوية على عبسان الكبيرة، بالقرب من خان يونس، عن إصابة أكثر من 50 شخصًا. ويحقق الجيش الإسرائيلي في تقارير عن سقوط ضحايا بين المدنيين، مؤكدًا أن الغارة استهدفت موقعًا مجاورًا للمدرسة باستخدام "ذخيرة دقيقة". وصورت لقطات الجزيرة الفوضى التي أعقبت الحادث، حيث كان رجال الإنقاذ يعالجون الجرحى وسط الحطام.
ويواجه المسؤولون الفلسطينيون تحديات في إحصاء الوفيات بين المدنيين بدقة بسبب انهيار النظام الصحي، حيث تبقى الجثث في كثير من الأحيان دون جمعها. وأدى الصراع المستمر إلى مقتل أكثر من 38,000 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية.
يصر الجيش الإسرائيلي على أن عملياته تهدف إلى استهداف مقاتلي حماس المتورطين في التوغلات العنيفة التي تقوم بها الجماعة داخل إسرائيل، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا والرهائن الإسرائيليين.
تطورات عسكرية ودبلوماسية أوسع
وبشكل منفصل، نفذت القوات الإسرائيلية عمليات ضد نشطاء حماس والجهاد الإسلامي في منشأة سابقة للأمم المتحدة في مدينة غزة. وعلى الرغم من إخلاء المنشأة من قبل الأمم المتحدة، إلا أن الجيش برر العملية بالإشارة إلى طرق إخلاء سابقة للمدنيين.
وعلى المستوى الدولي، أثارت استراتيجية إسرائيل، التي تقبل عدداً كبيراً من الضحايا المدنيين، جدلاً. ولا يزال الهدف المزدوج المتمثل في القضاء على حماس واستعادة الرهائن هو الدافع وراء أعمالها العسكرية. وأثار الهجوم المميت بشكل خاص في 31 أكتوبر والذي أسفر عن مقتل 126 شخصًا، احتجاجات عالمية واتهامات برد غير متناسب.
تسعى المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبار قادة حماس بسبب جرائم حرب مزعومة. ومن ناحية أخرى، تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة، والتي تضم وكالة المخابرات المركزية، وقطر، ومصر، وإسرائيل، عقبات كبيرة، حيث تطالب حماس بإنهاء الحرب كشرط للتوصل إلى أي اتفاق.
التحليل والتعليق
ويشير المحللون الأمنيون إلى أن الانخفاض الملحوظ في عدد الضحايا المدنيين قد يعزى إلى تباطؤ وتيرة الضربات وليس إلى تحول في نهج الاستهداف الإسرائيلي. ويشير بريان فينوكين، أحد كبار المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية، إلى أن انخفاض وتيرة العمليات أدى إلى عدد أقل من الوفيات المباشرة، لكنه يشكك في الدقة الشاملة وتأثير الضربات الفردية.
ويعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر بالتحديات التي تواجه الإبلاغ بدقة عن عدد القتلى، مشيراً إلى احتمال وجود عدد لا يحصى من الضحايا تحت الأنقاض. واعتبر أن العدد المعلن عن الضحايا "غير مقبول".
يصف المستشارون العسكريون الإسرائيليون نهجًا مزدوجًا في الضربات الجوية: هجمات مخطط لها مسبقًا على أهداف معروفة وضربات في الوقت الفعلي يوجهها مشغلو الطائرات بدون طيار والجنود البريون. يتطلب كلا النوعين من العمليات مستويات مختلفة من الموافقة بناءً على الأضرار الجانبية المحتملة.