مع دخول الحرب الإسرائيلية علي غزة، شهرها العاشر.. ماذا يريد نتنياهو، من استمرار الحرب؟ وماذا في دلالات وثيقة الجيش الإسرائيلي، التي تتحدث عن حكم عسكري في غزة؟. يضيع الكيان هذه الأيام بالوثائق. جميعها تزعم البحث عن سيناريو لليوم التالي. هي العقدة الثانية التي تحاصر إسرائيل، والتي تمخضت أصلا عن العقدة الأولي للكيان، وهي المقاومة وصمودها. وثيقة يطرحها أربعة باحثون إسرائيليون، علي طاولة ما يسمي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والكابينيت. تحت عنوان "من مجتمع قاتل إلي مجتمع معتدل"، وهي تطرح أمرين أساسيين. الأول، أنه بعد السابع من أكتوبر الماضي، ثبت أنه لا يمكن لإسرائيل، أن تعيش إلي جانب دولة تسيطر عليها “حماس”.. والثاني، أن غزة يجب أن تظل عربية وفلسطينية.. فماذا في أفق الأخذ بمثل هذه الوثيقة؟ وماذا تعني فرضية أن إسرائيل ذاهبة إلي حكم عسكري في القطاع؟ وهل إسرائيل قادرة علي الخروج من مستنقع غزة أصلا، كي تضع قواعد الحكم في المرحلة التالية؟.
الوثيقة المقترحة، تتحدث عن اجتثاث ما تسميه التطرف، وتدمير رموز النظام القديم، وعرض الثقافة اليهودية في المدارس وغيرها.. من يمكن أن يفرض هذا السيناريو بعد الحرب، وهو عاجز عن الفوز كاملا في أي من معاركها؟ المفارقة أن نتانياهو، يدعم مثل هذه الأفكار. والمفارقة الأكبر، أن مثل هذه الوثائق تخرج إلي العلن في توقيت بات محرج جدا للإسرائيلي، العاجز عن تحقيق أي من أهدافه، بعد أكثر من 9 أشهر على الحرب. جيشه مرهق ومعنوياته منهارة، والأمراض النفسية تضرب عناصره، وفق الإعلام الإسرائيلي.
يهذي رئيس حكومة الاحتلال، من وحي هذه الوثيقة وأخواتها، بالنصر الكامل، وتغيير الثقافة والإيديولوجية بقوة الحكم العسكري. كل ما يقوله ويفعله، يؤكد نيته بالاستمرار بالحرب، علي قاعدة "أنا ومن بعدي الطوفان". من دون أن يستوعب بعد، أن الطوفان سبقه. وهو يعيش مع الكيان إرهاصاته، التي ستعيد ترتيب المنطقة برمتها.