تستعد بولندا بجيشها لمواجهة صراع واسع النطاق محتمل مع استمرار تصاعد التوترات مع روسيا وبيلاروسيا.
وشدد الجنرال فيسلاف كوكولا، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة البولندية، على ضرورة الاستعداد خلال مؤتمر صحفي عقد في وارسو، اليوم الأربعاء.
وفقا للجارديان، يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تعزز فيه بولندا أعداد قواتها على طول حدودها مع هذه الدول.
وقال الجنرال كوكولا: "اليوم، نحن بحاجة إلى إعداد قواتنا لصراع واسع النطاق، وليس لصراع غير متماثل"، مسلطًا الضوء على التحول في الاستراتيجية العسكرية المطلوبة لتحقيق التوازن بين المهام الحدودية والتدريب المكثف للجيش.
زيادة انتشار القوات
أعلن نائب وزير الدفاع باول بيجدا، الذي كان يتحدث إلى جانب الجنرال كوكولا، زيادة في انتشار القوات على الحدود الشرقية لبولندا.
وابتداءً من أغسطس، سيرتفع عدد القوات من 6000 إلى 8000 جندي، مع 9000 جندي إضافي على أهبة الاستعداد، وعلى استعداد للتعبئة في غضون 48 ساعة.
ويعد هذا الوجود العسكري المتزايد جزءًا من برنامج "درع الشرق" الأوسع، وهو مبادرة بقيمة 10 مليارات زلوتي (2.5 مليار دولار) تهدف إلى تعزيز الدفاعات على طول حدود بيلاروسيا وروسيا بحلول عام 2028.
السياق التاريخي والاستجابة الاستراتيجية
تدهورت علاقات بولندا مع روسيا وبيلاروسيا بشكل حاد منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
وقد دفع هذا الصراع بولندا إلى زيادة إنفاقها الدفاعي إلى أكثر من 4% من ناتجها المحلي الإجمالي هذا العام، مما يعكس زيادة كبيرة في الاستثمار العسكري.
وكانت الحدود مع بيلاروسيا متوترة بشكل خاص منذ عام 2021، عندما فتحت بيلاروسيا وكالات سفر في الشرق الأوسط، مما أدى إلى إنشاء طريق جديد غير رسمي للمهاجرين إلى أوروبا.
واتهم الاتحاد الأوروبي بيلاروسيا باستخدام هذا التكتيك لإثارة أزمة، مما يزيد من توتر العلاقات الإقليمية.
الموازنة بين التوظيف والموارد
تناول الجنرال كوكولا التحديات التي يفرضها الاهتمام الكبير بالانضمام إلى الجيش.
وبلغ عدد القوات المسلحة نحو 190 ألف فرد بنهاية العام الماضي، بما في ذلك القوات البرية والجوية والبحرية والقوات الخاصة وقوات الدفاع الإقليمي.
وتخطط بولندا لزيادة هذا العدد إلى 300 ألف جندي في غضون سنوات قليلة. ومع ذلك، أشار كوكولا إلى معضلة محتملة: ما إذا كان يجب تجاوز أهداف التجنيد على حساب شراء المعدات العسكرية، خاصة وأن الاهتمام بالانضمام إلى الجيش من المتوقع أن يتراجع بشكل حاد اعتبارًا من عام 2027.
حشد عسكري استراتيجي
يعكس الحشد العسكري الاستراتيجي الذي تقوم به بولندا استجابتها للتهديدات الإقليمية المتنامية والحاجة إلى الاستعداد لأية احتمالات. وبينما تواجه البلاد هذه التحديات الجيوسياسية المعقدة، تركز القوات المسلحة البولندية على ضمان الاستعداد وتعزيز القدرات الدفاعية.
وتؤكد تصريحات الجنرال كوكولا على التوازن الحاسم بين زيادة أعداد القوات والحفاظ على الاستعداد العسكري، مما يدل على التزام بولندا بالأمن القومي وسط التوترات المتصاعدة مع جيرانها الشرقيين.