صعدت السلطات الروسية حملتها على المعارضة من خلال إصدار مذكرة اعتقال بحق يوليا نافالنايا، أرملة المعارض أليكسي نافالني، التي تعيش في المنفى، حيث يقضي قرار محكمة موسكو، الذي أُعلن عنه أمس الثلاثاء، باعتقال نافالنايا لمدة شهرين بسبب مشاركتها المزعومة في جماعة "متطرفة".

وتأتي هذه الخطوة بعد خمسة أشهر من وفاة زوجها في مستعمرة جزائية روسية في القطب الشمالي.

تحدي نافالنايا ومحاسبة بوتين

ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، أدانت نافالنايا، التي تقيم في مكان غير معلوم مع طفليها، علناً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب وفاة زوجها، وباستخدام منصة التواصل الاجتماعي X، حثت مؤيديها على التركيز على الحملة الأوسع ضد بوتين، واصفة إياه بالقاتل ومجرم الحرب، ويسلط بيانها الضوء على العداء العميق والمقاومة المستمرة ضد نظام بوتين.

إرث نافالني ودور نافالنايا الجديد

كان أليكسي نافالني، وهو زعيم معارض بارز، يقضي عقوبة السجن لمدة 19 عاما عندما توفي.

وسلط تسميمه في أغسطس 2020 بغاز الأعصاب نوفيتشوك والإجلاء الطبي اللاحق إلى ألمانيا الضوء على المخاطر التي يواجهها المنشقون الروس. وأدت عودة نافالني إلى روسيا في يناير2021 إلى اعتقاله على الفور، وأثارت وفاته في الحجز موجة جديدة من المعارضة.

وبعد ثلاثة أيام من وفاة نافالني، تولت يوليا نافالنايا عباءة القيادة.

وفي رسالة فيديو قوية، تعهدت بمواصلة عمل زوجها ودعت إلى الغضب الجماعي والمقاومة ضد نظام بوتين. ويمثل تحولها من صديقة مقربة للنظام إلى منشقة بارزة تحولاً كبيراً في مشهد المعارضة الروسية.

الدعم الدولي والتأثير المتزايد

ومنذ توليها القيادة، تعامل نافالنايا مع العديد من قادة العالم، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، وجاء تعيينها مؤخراً كرئيسة لمؤسسة حقوق الإنسان ليدل على تأثيرها المتزايد في النضال العالمي من أجل حقوق الإنسان.

وأظهرت دعوة نافالنايا لتنظيم احتجاجات حاشدة خلال الانتخابات الروسية في مارس الماضي، والمعروفة باسم "الظهيرة ضد بوتين"، التزامها بحشد المعارضة.

حملة قمع واسعة النطاق على المنشقين الروس

ويمتد قمع الحكومة الروسية إلى ما هو أبعد من نافالنايا، وقد أبلغت عائلة فلاديمير كارا مورزا، وهو منتقد بارز آخر لبوتين، عن اختفائه من أحد السجون الروسية. كارا مورزا، الذي يعاني من مضاعفات التسمم، محتجز بمعزل عن العالم الخارجي منذ 4 يوليو، وأثار وضعه مخاوف بين مؤيديه، الذين يخشون على حياته بعد وفاة نافالني في الحجز.

النضال ضد الاستبداد

وأشار الجارديان إلى أن مذكرة الاعتقال الصادرة بحق يوليا نافالنايا وتحديها المستمر يسلطان الضوء على النضال المستمر ضد نظام بوتين الاستبدادي، منوهة بأنه على الرغم من المخاطر الشخصية والضغوط المستمرة، فإن تصميم نافالنايا على السعي لتحقيق العدالة لزوجها وكفاحها الأوسع من أجل روسيا الحرة لا يزال ثابتًا.

ويراقب المجتمع الدولي عن كثب الأوضاع في روسيا بينما تواصل نافالنايا وغيرها من المنشقين تحدي تكتيكات الكرملين القمعية.