نشر أرشيف الأمن القومي الأمريكي، اليوم الأربعاء، وثيقة رفعت عنها السرية تفيد بأن حكومة الولايات المتحدة في عام 1994 كانت تعمل سرا على ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
ونشر أرشيف الأمن القومي الأمريكي هذه الوثيقة بمناسبة قمة الناتو المنعقدة في واشنطن في 9 و11 يوليو، والتي تأتي في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء حلف شمال الأطلسي.
ووفقا للوثيقة التي رفعت عنها السرية، والتي كانت بقلم أنتوني ليك، الذي كان مستشارًا للأمن القومي في إدارة الرئيس الأمريكي في ذلك بيل كلينتون، كانت واشنطن تأمل في إنشاء "نظام أمني متكامل وشامل لأوروبا" والذي سيشمل توسع الناتو في أوروبا الوسطى والشرقية.
وأشارت الوثيقة الصادرة في أكتوبر 1994، إلى أنه يجب الحفاظ على إمكانية عضوية أوكرانيا أو دول البلطيق في الناتو، دون السماح لها بالانتهاء في المنطقة الرمادية أو منطقة نفوذ روسيا.
ولفتت الوثيقة إلى أنه لا ينبغي التعبير علنا عما يسمى بسياسة الاحتواء الجديد لروسيا، ومع ذلك، فمن الملاحظ أن "إمكانية العضوية على المدى الطويل لـ روسيا الديمقراطية لا ينبغي أن تستبعد صراحة".
وفقًا لمذكرة أُرسلت إلى ليك في ديسمبر 1994، أشار موظفو مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إلى أن عضوية أوكرانيا المحتملة في الناتو لا ينبغي ذكرها علنًا لأنها موضوع حساس بالنسبة لـ روسيا.
استحالة انضمام أوكرانيا
ويعد نشر هذه الوثيقة في هذا التوقيت الذي تسعى فيه أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو، بالرغم من الحرب مع روسيا وموافقة الولايات المتحدة، إشارة إلى توجه واشنطن القديم الذي يسعى إلى احتواء روسيا وتوسع الناتو على الحدود الروسية وخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة، بما أن ذلك التوسع يشكل تهديدا للأمن القومي الروسي.
ولكن مع دخول روسيا الحرب في أوكرانيا، بدت فكرة انضمام كييف إلى حلف الناتو بعيدة، نظرا لأن هذا يخالف شروط الانضمام إلى الحلف، وهو ما أكده الرئيس البولندي أدرية دودا، في تصريحات لصحيفة “واشنطن تايمز”، عندما قال إن أوكرانيا لا يمكنها أن تصبح عضوا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهي في حالة حرب مع روسيا.
كما أيد أيضا الرئيس السلوفاكي، بيتر بيليجريني، هذا التوجه قائلا إنه لا ينبغي على أوكرانيا أن تعتمد على حصولها على "ممر مجاني" للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي خلال قمة الناتو المنعقدة في واشنطن.
وهو الأمر الذي تدركه واشنطن جيدا بالرغم من دعمها لانضمام كييف إلى الحلف، ولكنها لا تظهر قناعتها علنا، حيث قال جون كيربي، منسق مجلس الأمن القومي الأمريكي للاتصالات الاستراتيجية، إن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى حلف شمال الأطلسي سيتطلب الكثير من العمل وسيستغرق وقتا للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن هذه المسألة داخل الحلف.
وأشار كيربي إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في إرسال الإشارات إلى كييف بشأن إمكانية قبولها في حلف الناتو.
ويتضح من تصريحات جون كيربي أن الولايات المتحدة تدرك أنه من المستحيل انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في الوقت الحالي وهي في حالة صراع مع روسيا، ولكن بالرغم من ذلك تظل داعمة للفكرة لخلف حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.