كان لدى الرئيس الأمريكي جو بايدن جمهورين يجب إقناعهما في حديثه في افتتاح قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” بواشنطن في وقت سابق من الليلة.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الجمهور الأول كان في القاعة المليئة بالقادة السياسيين والعسكريين من جميع أنحاء العالم، والآخر الملايين من الأمريكيين العاديين الذين من المرجح أن يشاهدوا خطاب بايدن كمقاطع صوتية على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون الليلة.
الجمهور الأكثر صرامة هو الأخير، الذي عاش مع 10 أيام متتالية من العناوين الرئيسية التي تشكك في مستقبل بايدن الانتخابي بسبب عمره بعد أدائه الكارثي في المناظرة ضد سلفه السابق دونالد ترامب، وأزمة الثقة بشأن قدرته على مواصلة حملته بعد مقابلة متلفزة أجراها مساء الجمعة.
وحسب تقرير الشبكة البريطانية “لقد اجتاز بايدن هذا الاختبار، وهو واحد من العديد من الاختبارات التي تعرض لها في التجمعات والمقابلات خلال الأسبوع ونصف الأسبوع الماضيين كجزء من محاولته السيطرة المستمرة على الأضرار”.
وأضافت “كان هذا خطابًا مفعمًا بالحيوية، وكان خاليًا من العيوب إلى حد كبير باستثناء بعض الزغب أو التأتأة البسيطة. لكنها كانت 13 دقيقة من الخطابة على أرض آمنة”.
وفيما يتصل بالجوهر ــ قضية مستقبل حلف شمال الأطلسي وسط الحرب في أوروبا ــ كان هناك تعهد بتقديم "هبة تاريخي" بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي لأوكرانيا، بما في ذلك النظام الصاروخي باتريوت الأمريكي الجديد.
فيما ذكرت وكالة “رويترز” للأنباء، أن بايدن تحدثبصوت قوي وواثق خلال قمة حلف شمال الأطلسي، والتي قد تمنحه منصة دولية لإقناع الحلفاء في الداخل والخارج بأنه لا يزال قادرا على رئاسة الولايات المتحدة لفترة ثانية.
جدير بالملاحظة أن الرئيس الأمريكي تحدث عن كل من الديمقراطيين والجمهوريين في الغرفة ــ في محاولة للتحدث عن دعم الحزبين لحلف شمال الأطلسي.
كما استحضر تاريخ الرئيس السابق الـ40 لأمريكا رونالد ريجان في مواجهة السوفييت ــ ويعتبر ريجان مرجعاً مفضلاً للديمقراطيين الذين يحاولون فضح الانقسامات الجمهورية وما يخفيه عنهم.
والمعنى الضمني هو أن ريجان سوف ينتصر ويقاوم موقف ترامب المشكك في حلف شمال الأطلسي.
وفي خطابه أيضًا، كان بايدن بحاجة إلى إظهار تصميم شخصي ضد روسيا والوحدة السياسية في الداخل؛ وكلاهما يعتمد بشكل أساسي على أدائه، فقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يريد أقل من إخضاع أوكرانيا ومسحها عن الخارطة ولن يتوقف عند ذلك.
وأشار بايدن إلى أن حلف الناتو هو عماد أمن البلاد وقد اخترنا الوحدة على الفرقة، مؤكدًا أن حلف شمال الأطلسي اليوم أكثر قوة من أي وقت في تاريخه.
وتابع قوله إن "أوكرانيا صامدة وستستمر في الصمود، فيما ستفشل روسيا في هذه الحرب، متعهدًا بالدفاع بقوة عن كييف في مواجهة الغزو الروسي.
وقال بايدن في كلمته أيضًا "اليوم أصبح حلف شمال الأطلسي أقوى من أي وقت مضى في تاريخه".