قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

دار الإفتاء: أنصبة الميراث مقسمة من قبل الله بحكمة وعدل

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية
×

أكدت دار الإفتاء المصرية، أنَّ الحقَّ سبحانه وتعالى هو من حدَّد أنصبة المواريث وقدَّر فرائضها؛ برحمته وعدله وحكمته، ولم يَكِلْ أمرَها لأحدٍ من البشر؛ فصار الأمر في دائرة الضمان الإلهي، وهو سبحانه أعلم بما ينفع عباده وما يصلحهم.

واستشهدت دار الإفتاء في حديثها عن الميراث في الإسلام، بقول الإمام السُّهَيْلِي [ت581هـ] في "الفرائض وشرح آيات الوصية" (ص: 2، ط. المكتبة الفيصلية): [ثم إني نظرت فيما بيَّنه الله سبحانه في كتابه من حلالٍ وحرامٍ وحدودٍ وأحكامٍ فلم نجده افتتح شيئًا من ذلك بما افتتح به آية الفرائض ولا ختَمَ شيئًا من ذلك بما ختمها به؛ فإنه قال في أولها: ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾، فأخبر تعالى عن نفسه أنه مُوصٍ: تنبيها على حكمته فيما أوصى به وعلى عدله ورحمته.

وأوضحت أن الحكمة من الميراث، هو أن الله علم ما تضمنه أمره من المصلحة لعباده وما كان في فعلهم قبل هذا الأمر من الفساد؛ حيث كانوا يورثون الكبار ولا يورثون الصغار، ويورثون الذكور ولا يورثون الإناث، ويقولون: أنورث أموالنا من لا يركب الفرس ولا يضرب بالسيف ويسوق الغنم؟

وتابعت: فلو وكلهم الله إلى آرائهم وتركهم مع أهوائهم: لمالت بهم الأهواء عند الموت مع بعض البنين دون بعض؛ فأدى ذلك إلى التشاجر والتباغض والجور وقلة النَّصَفَة، فانتزع الوصية منهم وردها على نفسه دونهم ليرضي بعلمه وحكمه؛ ولذلك قال تعالى حين ختم الآية: ﴿وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾، وقال قبل ذلك: ﴿فَرِيضَةً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.

وتابعت: وسوَّى سبحانه بين الذكور؛ لأنهم سواء في أحكام الديات والعقول ورجاء المنفعة، وأنَّ صغر السن لا يبطل حق الولادة ولا معنى النسب، وأن كلا منهم فلق الأكباد وشجا الحساد؛ ولذلك قال تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلَادِكُمْ﴾ ولم يقل بأولادكم؛ لأنه أراد العدل فيهم والتحذير من الجَوْرِ عليهم] اهـ.

ولذلك سُمِّي هذا العلم بالفرائض؛ وذلك لأنَّ الله تعالى هو الذي حدده وقدَّر أنصبته؛ قال الإمام جمال الدين الزيلعي الحنفي [ت742هـ] في "تبيين الحقائق" (6/ 229، ط. الأميرية): [وسُمِّيَ هذا العلم: فرائض؛ لأن الله تعالى قدَّره بنفسه، ولم يفوض تقديره إلى مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا نبيٍّ مُرْسَل، وبيَّنَ نصيب كل واحدٍ من النصف والربع والثمن والثلثين والثلث والسدس، بخلاف سائر الأحكام؛ كالصلاة والزكاة والحج وغيرها، فإن النصوص فيها مجملة؛ كقوله تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾، وقوله: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ﴾ وإنما السُنَّةُ بيَّنَتهَا] اهـ.

وبعد أن بين الله سبحانه وتعالى نصيب كل وارث من الأبوين والأبناء ذكورًا وإناثًا والأزواج والزوجات والأخوة لأم، ختم بالوعد والوعيد؛ فالوعد: على طاعة الله ورسوله في احترام حدوده التي حددها، والوعيد: على العصيان وتعدي الحدود؛ فقال تعالى: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللهِ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۞ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [النساء: 13-14].