قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن حلف الناتو في مفترق طرق بالفعل، ليس فقط من حجم التهديدات والتحديات، وربما الأولويات في الفترة المقبلة، ولكن أيضا في قدرته على الاستمرارية والتماسك، وإن كان ظاهريا يبدو أنه متماسكا وأكثر قوة كما يروج له.
وأضاف "أحمد"، خلال مداخلة ببرنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، ، أن حلف الناتو تحت السطح والرماد هناك اختلافات عميقة فيما يتعلق بعدم وجود توافق أو إجماع بين أعضاءه خاصة أطراف أوروبية مثل فرنسا وألمانيا وبين الجانب الأمريكي حول أولويات الحلف ومصادر التهديد التي تواجهه، والتي تجعل منه دائما كحلف عسكري لديه أولوية في مواجهة هذه التهديدات.
وتابع: "هناك محاولة أمريكية للتركيز على الفزاعتين الروسية والصينية لاستمرار الحلف وحشد الدول الأوروبية لكي يكون هناك مواجهة لكلا الحلفين، والتي بدأت بالفعل مع روسيا عبر جبهة أوكرانيا، وواشنطن الآن تحاول إشعال توترات فيما يتعلق بالجبهة الصينية عبر مسألة تايوان، وبدأ الأوروبيون يعتقدون أن الحلف تحول إلى أداة من أدوات السياسة الخارجية الأمريكية ومواجهة خصومها".
روسيا وقمة الناتو
أعلن الكرملين، اليوم الثلاثاء، إنه سيراقب عن كثب قمة حلف شمال الأطلسي هذا الأسبوع، مشيرا إلى مخاوف بشأن موقف التحالف تجاه روسيا.
ووفقا لوكالة "رويترز"، قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريح صحفي، إن روسيا تعتبر حلف شمال الأطلسي، الذي يعقد قمة في واشنطن، مشاركا بشكل كامل في الصراع في أوكرانيا.
وأكد بيسكوف أن موسكو ستتابع قمة الناتو "بشكل وثيق للغاية" حيث حدد التحالف هدفه المتمثل في هزيمة روسيا وأعلن موسكو عدوه، مما دفع البلاد إلى زيادة اليقظة.
اجتماع قادة الناتو اليوم
ويجتمع قادة الناتو، اليوم الثلاثاء، في واشنطن لعقد قمة تهدف إلى إظهار العزم ضد روسيا ودعم أوكرانيا - ولكن من المقرر أن يدور الاجتماع حول كفاح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من أجل البقاء السياسي.
وسيحاول الزعيم البالغ من العمر 81 عاما استخدام الأيام الثلاثة المتبقية قبل حلول الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لحلف شمال الأطلسي لطمأنة الحلفاء على القيادة الأمريكية، وقدرته على الحكم، مع تزايد الدعوات له لإنهاء المعركة لولاية ثانية في منصبه.
وتحدى بايدن حتى الآن الضغط من البعض داخل حزبه للتنحي جانبا، بعد أن عكست مناظرة كارثية ضد منافسه في الانتخابات دونالد ترامب، الشهر الماضي، مخاوف صارخة من أنه يفتقر إلى الحدة العقلية واللياقة البدنية لخدمة فترة ولاية ثانية.