قالت السيدة الأولى لصربيا "تمارا فوتشيتش"خلال كلمتها بمؤتمر - مانحي الأمل- “أؤمن بأن توازن هذا العالم يعتمد على مبدأين أساسيين، نوعين مختلفين من الشجاعة في مواجهة تحديات القدر، وهما مختلفان ولكنهما ضروريان لبعضهما البعض”.
وأضافت تمارا “أؤمن بأن إدراك أن توازن هذا العالم يعتمد بشكل دقيق على هذين المبدأين، وأن أي منهما ليس أكثر أهمية أو صحة من الآخر، هو مقياس لتطور الحضارة في أي مجتمع” ، متابعة “ لم تكن هناك أمة عميقة في كيانها، في ثقافتها وتاريخها، تقدر قصص النساء اللواتي أظهرن قوتهن وعدم قابليتهن للهزيمة، خصوصاً عندما كان من المتوقع أن يكن الأكثر ضعفاً".
واستطردت قائلة" إذا غصنا في ذكرياتنا الجماعية، سنجد قصصاً تظهر أن جوهر الكيان الأنثوي هو نفسه في كل زمان ومكان"، مضيفة " النساء لا يستسلمن للقدر بسهولة، خاصة عندما يكون القدر قاسياً، بل تكون النساء قاسية على القدر، ولكن بصمت، باستخدام أسلحتهن الأقوى، الحب اللامتناهي، والإيمان، والأمل، والاستعداد للمحاولة مرة بعد مرة.
وتابعت السيدة الأولى لصربيا في كلمتها قائلة “دعوني أخبركم بقصص نساء صربيات، آمل أن تجدوا في هذه القصص الدافع والنور والفكرة والإلهام والتوجيه”، مضيفة “دعونا ننظر إلى الماضي البعيد لنجد الإلهام والنجم الهادي للحاضر، أود أن أقدم لكم سيدتين رائعتين من العصور الوسطى الصربية: الأميرة ميلينا والأميرة إيفيميا، بعد فقدان أزواجهن في معارك حاسمة لمستقبل الشعب الصربي آنذاك، قادتا بشجاعة في ظروف صعبة وغير مؤكدة”.
وتابعت "تمارا" في كلمتها قائلة “هؤلاء النساء الصربيات، أرامل الأبطال العظماء، وقفن بثبات أمام الحياة وأمام شعوبهن مثل الأعمدة والحصون، باستخدام الحكمة والصبر والمحاولات المتكررة، لإنقاذ كل ما يمكن إنقاذه والحفاظ عليه. أنحني برأسي لذكرى هؤلاء النساء اللواتي تجلت شجاعتهن بطرق مختلفة بسبب الظروف التي عشن فيها”.
واستطرد حديثها قائلة “هل تعرفون من هي المرأة الأكثر تتويجاً في تاريخ الحروب والوحيدة التي حصلت على وسام الشرف الفرنسي،إنها ميلانكا سارك، واصلت رحلتها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى كجندية، وحتى نهاية حياتها كشخص يستحق كل الاحترام. بقيت في بلغراد، حيث تبنت وربّت أكثر من 30 يتيماً".
وتابعت تمارا كلمتها “أود أن أذكر أيضاً الطبيبة الأولى لدينا، الدكتورة دراغا لونتشار، التي كانت أول طبيبة في البلقان والرابعة في أوروبا، بفضلها، يشكل النساء اليوم ثلثي الأطباء في صربيا، هؤلاء النساء هن اللواتي مهدن الطريق لنا، قويات حتى عندما لم يكن لهذا المصطلح وجود، كن واعيات ومصممات على تحقيق ما يرغبن فيه بالمعرفة والحب والتفاني”.
واوضحت السيدة الأولى في كلمتها “اليوم، رئيسة البرلمان الصربي امرأة، ومحافظ البنك الوطني امرأة، وعشر نساء يشغلن مناصب وزارية، ونحو نصف أعضاء البرلمان هن من النساء، مضيفة “ نحن فخورون بكل نسائنا، الحكام، الدبلوماسيات، المثقفات، ربات البيوت، الأمهات، النساء اللواتي يهتممن بكل شيء، لأنهن الأعمدة والحصون”.
وأنهت "تمارا" كلمتها قائلة” هذه الذكريات تعيش فينا جميعاً، وتوجد في كل مكان حولنا، هنا أيضاً في هذا المكان، دعونا نكشف الذكريات ونجد القوة الخفية في لحظات الضعف الشديد، ونحاول مراراً وتكراراً، نؤمن ونأمل، ان قوتنا تكمن في التضامن، وهو درس لم نتعلمه بعد".