قال الدكتور أنور القاسم، الخبير في الشؤون الأوروبية، أن فرنسا كانت على وشك أن تقع في قبضة اليمين المتطرف المتشدد، وكادوا أن يصلوا إلى السلطة لولا ذكاء القادة السياسيين اليساريين، والذين استطاعوا أن يوحدوا صفوف اليسار، وعليه، ذهبت أصوات الناخبين إلى اليسار بدلا من أن تذهب لليمين.
وأضاف القاسم، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج مصر جديدة مع الإعلامية إنجي أنور، على قناة etc، أنه ربما للمرة الأولى في التاريخ، نرى اليسار الفرنسي يسير جنبا إلى جنب مع الإسلاميين في فرنسا، وهو الأمر الغريب جدًا على الوسط السياسي الفرنسي، لذلك أرى أن هذه الانتخابات كانت مفاجأة وناجحة.
واستكمل "القاسم" قائلا: "أما عن الانتخابات البريطانية، والتي وصل فيها حزب العمال البريطاني الحديث إلى السلطة البريطانية، وهو على يسار السلطة الحالية، معناه أن أعاد الحزب ثقة البريطانيين فيه، وبالتالي نجح في أغلب الدوائر.
وتابع، أن هناك غضبا كبيرا في المشهد السياسي، في الداخل البريطاني، وبالتالي أتت الانتخابات معبرة تمامًا عن حالة الغضب التي تجتاح البريطانيين تجاه حكومتهم السابقة.
وأضاف ان هذا يعبر بشكل واضح عن ما يفكر فيه البريطانيون من معاقبة حكومة المحافظين، فـ “المحافظين” تاريخيًا هم السلطة البريطانية، وهم رأس المال، لذلك فكرة إزاحتهم عن المشهد السياسي في بريطانيا سوف يكون لها الكثير من العواقب في المستقبل القريب.
واستكمل القاسم قائلا: "الشعب البريطاني وصل إلى مرحلة من الفقر بشكل غير مسبوق، ووصل إلى مرحلة من التدمير وتردي الأوضاع الاقتصادية في طول البلاد وعرضها، وبالتالي كان على البريطانيين أن يختاروا ما هو مناسب لبريطانيا.
وواصل، الخبير في الشؤون الأوروبية، أنه في الانتخابات الأوروبية السابقة، لم يكن للقضية الفلسطينية أي تأثير، لكن الآن كانت القضية الفلسطينية على رأس أولويات الحكومات الغربية، خاصة بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية أولوية بالنسبة لـ جو بايدن وترامب المرشحين في الانتخابات الأمريكية.
وأضاف القاسم، أن المظاهرات التي جرت أو تجري في كل العواصم الأوروبية وبشكل أسبوعي، أثرت في المشهد الغربي، خاصة وأنها أظهرت الحكومات الغربية على حقيقتها بدعم إسرائيل التي فضحتها حرب الإبادة التي ترتكبها في غزة، وبالتالي الغرب سوف يدفع ثمن دعمهم لإسرائيل.
واختتم القاسم قائلا: "القرار الأول لوزير الخارجية البريطاني يعكس ضرورة وقف إطلاق النار في غزة فورًا، وأيضًا في فرنسا، والتي قالت إنها ستعترف بالدولة الفلسطينية.