تعد حركة الأفروسنتريك أحد التيارات الفكرية التي اكتسبت شعبية متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث تهدف هذه الحركة إلى إبراز تراث وثقافة الأفارقة وإعادة كتابة التاريخ بمنظور أفريقي، لكن في المقابل فهناك اتهامات أن حركة الأفروسنتريك عادة ما تستخدم الحضارة المصرية القديمة لإدعاء هذا الزيف، حيث يقدمون أنفسهم باعتبارهم أحفادًا للفراعنة القدماء.
ما هي حركة الأفروسينتريك؟
يقول عالم الآثار الدكتور حسين عبد البصير تُعتبر حركة "الأفروسينتريك" حركة عنصرية، وهي تنتشر بشكل واسع في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية التي تضم بعض الجماعات ذات الأصول الإفريقية. فقد نشأت كرد فعل على التفوق الحضاري الغربي الحديث، وتأتي نتيجة لمعاناة الأفارقة من الاستعباد والعنصرية والاضطهاد في الغرب، لا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: نظرًا لعظمة الحضارة المصرية القديمة وقدرتها على المنافسة مع الحضارة الغربية الحديثة، يدعي أنصار هذه الحركة أن الحضارة المصرية القديمة لها أصل إفريقي فقط، وأن الأفارقة هم من بنوا الحضارة المصرية القديمة، في حين ينكر دور أجدادنا المصريين القدماء في بناء الحضارة المصرية القديمة العريقة. وبصفة أيضاً، يزعم هؤلاء الأشخاص أن موطن المصريين القدماء الأصلي هو شبه الجزيرة العربية، وأننا تركناها لنهاجم مصر، بلدهم، وأننا دخلاء على الأرض والحضارة، مشيرين إلى ذلك بجهل وعنصرية وكذب.
يدعو أنصار هذه الحركة إلى العودة إلى جذورهم، أي العودة إلى وطنهم الأصلي، أي مصر، التي تُعد أرضنا الخالدة المباركة. ومن أجل إيهام العالم بصحة ادعاءاتهم، يقومون بتغيير مظاهر التماثيل والمشاهد المصرية القديمة، ويصورون وجوه المصريين القدماء بلون أسود للتلميح إلى أن أصلهم إفريقي، رغم أن ذلك لا يمت للحقيقة بصلة وهو مجرد كذب واحتيال. وينشرون هذه الصور ذات الوجوه السوداء في جميع كتاباتهم ومعارضهم في الخارج.