على بعد كيلو مترات من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية يسكن عدد من الأهالي في قرية بسيطة تسمي "البسايسة" التابعة لمركز الزقازيق تلك القرية التي استطاعت ان يكون لها شهره عالية علي مستوي الجمهورية ووصل الأمر الي شهرتها ليصل الي العالمية والسبب في ذلك أحد أبنائها ويدعي الدكتور "صلاح عرفه" أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية والذي استطاع ان يغير شكل الحياة داخل تلك القرية من خلال قيامة بالاستعانة بالشمس في توليد الكهرباء وتحويلها الي طاقة..

على مدار أكثر من 50 عاما استطاع أهالي قرية البسايسة أن يكون لهم دور في استخدام الطاقة الشمسية وتحويلها الي كهرباء ووصل الأمر بهم الي قيامهم بتوزيع تلك الطاقة علي المنازل بأسعار رمزية وايضا إمداد مسجد القرية بالكهرباء من الطاقة الشمسية بالإضافة الي استخدام سخانات المياة بالطاقة الشمسية ليصبحوا حديث القري المجاورة ويأتي اليهم الزائرين من مختلف انحاء الجمهورية للتعرف علي تجربتهم ومحاولة نقلها اليهم.

وعلي الفور انتقل موقع صدي البلد الي قرية البسايسة بمركز الزقازيق للتعرف علي تجربتهم في توليد الطاقة الكهربائية ومعرفه السر في ذلك وما هي خططهم المستقبلية للنهوض بهذة الفكرة؟

الدكتور صلاح عرفة احد أبناء القرية صاحب نواة مشروع انتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية

في البداية أكد المهندس "سليمان حسيني" مسئول المشروعات في جمعية البسايسة أن مشروع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية يعود الي عام 1974 تقريبا علي يد الأستاذ الدكتور "صلاح عرفة" أستاذ العلوم بالجامعة الأمريكية وأحد ابناء القرية والذي كان دائم التردد عليها وفي أحد الأيام وخلال مكوثه بالقرية جاءت اليه فكرة توليد الطاقة الكهربائية من الشمس وبالفعل قام بإحضار نموذج مصغر عبارة عن لوح طاقة شمسية قام بتوصيل جهاز الراديو عليه وبالفعل تفاجأ الأهالي من هذا الاختراع فكيف يشتغل الراديو بدون كهرباء ولكن مع قيام الدكتور صلاح عرفة بعرض الفكرة علي الأهالي وشرحها اليهم من خلال جلوسهم بمضيفة القرية والتي كان يتجمع فيها ابناء القرية كل اسبوع يتناقشون فيها احوال ومشاكل قريتهم.

وأستكمل المهندس "سليمان حسيني" قائلا بالفعل بدء الأهالي بالاقتناع بالفكرة وقام الدكتور صلاح حسيني بتوصيل التلفزيون بالطاقة الشمسية وتشغيل مباريات كرة القدم حيث كان الجميع يتجمع بمضيفة القرية وبدء الأمر ينتشر أكثر وأكثر حيث تم تغيير الألواح البدائية من الألواح كفاءة كيلو ونصف الي الواح أكبر وأكثر كفاءة ووصل الأمر الي إحضار بطاريات لتخدين الطاقة الكهربائية وبالتالي توزيعها علي أهالي القرية.

إنشاء جمعية تنمية المجتمع بقرية البسايسة وتوزيع الكهرباء علي الأهالي باشتراك رمزي

وأستكمل "الحسيني" حديثة قائلا لم يقتصر الأمر عند هذا الحد ولكن جاءت فكرة إنشاء جمعية خدمية لخدمة أهالي القرية يمكن من خلالها دعم الأهالي ماديا في فكرتهم وبالفعل تم تشغيل مبني الجمعية بالطاقة الشمسية بالإضافة الي مبني الحضانة ووصل الأمر الي توزيع الكهرباء المخزنة علي الأهالي بالقرية بأجر رمزي بسيط وبالفعل اشترك 6 منازل في الفكرة ويمكن لهم زيادة القدرة الكهربائية وبالتالي زيادة الاشتراك الشهري.

زراعة الشرقية تُنظم ندوة إرشادية للنهوض بمحصولي القطن والذرة بإدارة منيا القمح

إنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية أعلى سطح جمعية التنمية

مع نجاح التجربة جاءت الفكرة لإنشاء أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية أعلى سطح جمعية البسيسة لتنمية المجتمع وبالفعل ومع بداية عام 2017 وبمساعدة الأهالي وبالجهود الذاتية من الأهالي تم إقامة اول محطة للطاقة الشمسية بقرية "البسايسة" وهي عبارة عن 2 مجمع للخلايا الشمسية يحتوي كل مجمع على 10 خلايا من السيلكون تمتص أشعة الشمس وتقوم بتوليد الكهرباء، يتم من خلالها مد الجمعية المكونة من 3 طوابق والمسجد وعدد من المنازل بالكهرباء، وذلك مقابل اشتراك قيمته 50 جنيه شهريًا يزيد مع زيادة القدرة الكهربائية لكل منزل حسب احتياجه بالإضافة الي وجود بطاريات تقوم بتخزين الفائض من الكهرباء ويتم توزيعها علي الأهالي.

سخانات مياة تعمل بالطاقة الشمسية ومشروع البيوجاز لإنتاج الغاز بالقرية

أشار المهندس "الحسيني" الي ان الموضوع لم ينته عند هذا الحد ولكن جاءت ايضا فكرة إقامة وصنع سخان مياه يعمل على تسخين المياه وتخزينها ساخنه على مدار اليوم كاملا يعمل بالطاقة الشمسية ويمتص الضوء وبالفعل تم إقامة سخان بدائي عبارة عن خزان مياه مبطن من الداخل بمادة "الاستانلس" ومن الخارج بالصاج وخلية شمسية مكونة من زجاج حراري مطلية باللون الأسود من أجل المساعدة علي امتصاص أشعة الشمس وبالفعل نجح الأمر وتم إمداد مبني الجمعية والمسجد بالمياه الساخنة الناتجة من السخان ومع مرور الوقت تم تطوير السخان وإقامة سخان حراري أكبر في سعته التخزينية.

وأضاف انه كان يوجد مشروع البيوجاز وهو عبارة عن انتاج الغاز من روث الحيوانات وبالفعل كان المشروع قائم ويتم إمداد الأهالي بالغاز ولكن مع قرب الامتداد العمراني وإحاطة السكان والمنازل بالجمعية وبالمشروع وشكواهم من الرائحة الناتجة عن روث الحيوانات تم إيقاف المشروع.