قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

بعد فتوى زواج الشباب غير المقتدر حرام شرعا.. اعرف الأحكام الخمسة للزواج

أحكام الزواج في الإسلام
أحكام الزواج في الإسلام
×

الزواج سنة الحياة وقد رغب الله ورسوله فيه؛ فمن تزوج فقد أدى نصف دينه، فليتق الله في النصف الباقي، ويختلف حكم الزواج بحسب أحوال الشخص، فإنَّه من الأحكام المهمَّة التي اعتنَتْ بها الشريعة الإسلاميَّة؛ إذ هو من سنن المرسلين، وجاءت النُّصوص الكثيرة في القُرآن الكريم والسُّنَّة النبويَّة مُبيِّنة لمكانة هذا العقد وأهميَّته، وأجمعت الشَّرائع السماويَّة على مشروعيَّته.

زواج الشباب غير المقتدر حرام شرعا

وقد أثارت فتوى عالم أزهري حول تحريمه على غير المقتدر، جدلا، حيث قال الدكتور إبراهيم رضا أحد علماء الأزهر الشريف، إن الزواج في الإسلام ليس له حكم واحد، ولا أحد يستطيع القول بإن الزواج فرض أو واجب أو سنة بالعكس الزواج حكمه حسب كل شخص وحاله.

وأضاف رضا: متقدرش تقول إن الزواج فرض فرضه الله أو سنة عن النبي فهذه تعبيرات غير دقيقة، والزواج قد يكون فرضا، وقد يكون حراما في حق من لا يقوى على متطلباته واللي معندهوش قدرة على النفقة واللي معندهوش قدرة على فتح بيت.

وشدد أنه وفقًا للأسباب السابقة، فإن زواج الشباب غير القادر حرام شرعا.


أحكام الزواج الخمسة

قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتاوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الزواج له أحكام تختلف باختلاف الأشخاص، مؤكدًا أنه قد يكون واجبًا وفي تركه إثم على صاحبه.

وأضاف الشيخ عويضة عثمان، عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب، ردًا على سؤال: ماهي أحكام الزواج الخمسة ؟ أن الزواج واجب في حال كان الرجل قادرًا على الزواج وإن لم يتزوج؛ فسوف يقع في الحرام، مشيرًا إلى ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُود: «قَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

وأوضح أن عف النفس عن الوقوع في الحرام واجب؛ لأن الوقوع في الحرام حرام، مؤكدًا أن الشخص الذي ابتلي بكثرة النظر والإفراط في الشهوة؛ يحرم عليه عدم الزواج في حالة القدرة.

وتابع: أن الزواج يحرم على من لا يستطيع أعباء الزواج ومن الممكن أن يعرض أهله للفتن في حال الزواج، كالرجل المريض الذي لا يستطيع إعطاء الزوجة حقوقها الشرعية.

وأردف أن الزواج تعتريه أحكام مختلفة؛ فقد يكون مباحًا إذا كان الإنسان قادرًا على الزواج في حين أنه يستطيع أن يعف نفسه عن الحرام بغير الزواج، لافتًا إلى وجود كتاب للشيخ عبدالفتاح أبوغده يسمى«العلماء العزاب»، تكلم فيه عن جملة من العلماء لم يتزوجوا، وكان منهم الشيخ ابن جرير الطبري والإمام النووي.

حُكم الزواج يختلفُ باختِلاف حال الشخص وقُدرته الجسميَّة والماليَّة واستعداده لتحمُّل مسؤوليَّته، وقد ذكَر العلماء أنَّ الحُكم الشرعي للنِّكاح على خمسة أقسام: فتارةً يكون واجبًا، وتارةً يكونُ مستحبًّا، وتارةً يكون حَرامًا، وتارةً يكون مكروهًا، وتارةً يكون مُباحًا.

أولًا: النكاح الواجب:
وذلك في حقِّ مَن يخافُ على نفسِه الوُقوع في محظورٍ إنْ ترك النكاح، فهذا يجبُ عليه النكاح في قول عامَّة الفقهاء؛ لأنَّه يلزمه إعفاف نفسِه، وصونها عن الحرام، وذلك واجبٌ على المسلم، وطريقه النِّكاح.

ثانيًا: النكاح المستحب:
وذلك في حال وُجود الشهوةٍ مع عدم الخوف من الوقوع في المحرَّم؛ فمَن كانت هذه حاله استحبَّ له النكاح؛ لاشتماله على مصالح كثيرة، بل ذكَر العلماء أنَّ الاشتِغال بالنكاح وتحصيلِه أَوْلَى من التخلِّي لنوافل العبادة، وهو ظاهرُ قول الصحابة - رضِي الله عنهم - وفِعلهم، وبه قال جمهورُ أهل العلم، قال ابن مسعود - رضِي الله عنه -: لو لم يبقَ من أجَلِي إلا عشرة أيَّام، وأعلمُ أنِّي أموتُ في آخِرها، ولي طول النِّكاح فيهنَّ - لتزوَّجت مخافةَ الفتنة.

وقال عمر - رضي الله عنه - لأبي الزوائد: ما يمنعك عن النِّكاح إلا عجزٌ أو فجورٌ.

وقال الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى -: ليست العزبة من أمر الإسلام في شيءٍ.

ثالثًا: النِّكاح المُباح:
في حال عدَم الشَّهوة والميل إليه؛ مثل نكاح الكبير والعنين (الذي لا ينتصب) ونحوهما، وقد يكونُ مكروهًا في هذه الحالة؛ لأنَّه يُفوِّت على المرأة غَرَضًا صحيحًا من أغراض النِّكاح، وهو إعفافها، وربما أضَرَّ بها، ولكن تنتفي الكَراهة في حال رضاها؛ لأنَّ أغراض النكاح ومقاصده كثيرةٌ من تحصيل الأُنس والمودَّة والسُّكنى والنَّفقة ونحو ذلك، وليس الغرَض من النِّكاح قضاء الوطَء فقط.

رابعًا: النكاح المحرم:
وذلك في حقِّ المسلم إذا كان في دار كفَّار حربيِّين؛ لأنَّ فيه تعريضًا لذريَّته للخطَر واستيلاء الكفَّار عليهم، ولأنَّه لا يأمن على زوجته منهم.

خامسًا: النكاح المكروه:
إذا خافَ الجور ومَنْعَ الزوجة حُقوقها، أو كان لا شهوةَ له ويعوقه النكاح عن العبادة المستحبَّة، ونحو ذلك.

هل تأخر الزواج لمن يرغب فيه ابتلاء من الله تعالى؟

فيما تلقت دار الإفتاء سؤالاً يقول هل تأخر الزواج لمن يرغب فيه ابتلاء من الله تعالى؟ وماذا عليه أن يفعل؟

أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ليبرز الرأي الشرعي في تلك المسألة مؤكداً أن الزواج سُنَّةُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي رغَّب فيها، ونَهَى عن الإعراض عنها. وتأخُّرُ الزواج قد يكون ابتلاءً مِن الله عَزَّ وَجَلَّ لمَن هو راغِبٌ فيه، باذِلٌ ما في وُسْعِهِ لإيجاد مَن يناسبُ حالَهُ.

وأضاف علام، في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية، مَن ابْتُلِيَ بتأخر الزواج بأن يَصبِرَ ويَحتَسِبَ ويَستعينَ بالله تعالى، ولا ييأس مِن رحمته به سبحانه، آخذًا بالأسباب الموصِّلة إلى مراده، ويراعي في ذلك البحث عمن يناسب حالَهُ، مع الرضا بما قدَّره اللهُ له مِن حال يُسْرٍ وَسَعَةٍ، أو عُسْرٍ يُفَرِّجُهُ اللهُ عنه قريبًا إن شاء سبحانه وتعالى.

وأوضحت دار الإفتاء المصرية مقصود حديث النبي صلى الله عليه وسلم (تناكحوا تناسلوا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة)، مأكدا أنه ليس فيه إلا الحث على الزواج وهو أمر فطري، والحث على التناسل حتى لا ينقطع النوع الإنساني وهو أمر فطري أيضا.وأضافت الإفتاء، في منشور سابق، إلى أن مباهاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته، لا تكون من خلال كثرة أعدادهم من ناحية الكم والعدد وإنما تكون بما قدموا للبشرية من علم وحضارة وإنجاز.