أظهرت نتائج الدورة الأولى في الانتخابات التشريعية الفرنسية التي أجريت الأحد 6 يونيو 2024، تقدم اليمين الفرنسي المتشدد بقيادة "حزب التجمّع الوطني".
وخاضت مارين لوبان رئيسة حزب "التجمّع الوطني" اليميني المتشدد السباق الرئاسي في مواجهة ماكرون، دون تمكنها من الفوز بالمقعد الرئاسي، رغم تأهلها إلى المرحلة الحاسمة مرتين في انتخابات 2017 وانتخابات 2022.
من هي ماريان لوبان؟
ولدت مارين لوبان عام 1968 في مدينة نويي الفرنسية، وهي الابنة الصغرى لمؤسس حزب "الجبهة الوطنية"، جان ماري لوبان، من زوجته الأولى، بييرات. أنشأ والدها مع مجموعات قومية حزب "الجبهة الوطنية" عام 1972، حين كانت في الرابعة من عمرها.
درست لوبان القانون في باريس وحصلت على شهادة الكفاءة المهنية في المحاماة، وأصبحت محامية، وغادرت نقابة المحامين عام 1998 لتلتحق بحزب والدها "الجبهة الوطنية"، ضمن الفريق القانوني.
وكانت ترافق والدها زعيم "الجبهة الوطنية"، جان ماري لوبان، في سن مبكرة في تنقلاته وحملاته الانتخابية، وانخرطت في الحزب رسميا عام 1986.
حقيقة أصول لوبان المصرية
في 2017، نقلت شبكة "فرانس 24" عن لوبان قولها على هامش تجمع انتخابي في بربينيان، إن بعض أجدادها أقباط من مصر؛ إذ قالت إن والدة جدتها "كانت تدعى بولين، قبطية ولدت في مصر، حيث عاشت معظم حياتها وأنجبت جدتها" والدة أمها.
وأكد المعلومات عن نسب لوبان موقع "جينيريت" الذي يتضمن قاعدة بيانات بشأن أصول العائلات الفرنسية، فيفيد الموقع بأن جدة بولين ولدت بالفعل في مصر وهي جدة والدتها بيرات لالان، التي تنحدر عائلتها من جنوب مصر ( الصعيد ) والتي عملت خصوصا في بيع النبيذ في ميدوك، بحسب "فرانس 24".
كما أوضح خبير الأنساب جان لوي بوكارونو في بورتريه خاص بأصول مارين لوبان نشر عام 2011 في أتلانتيكو أن هذه الجدة القبطية تنحدر من عائلة مائة بالمائة مالطية انتشرت في القرن التاسع عشر "في المشرق وتونس والجزائر، حيث تزوج أفرادها من إيطاليين ويهود وعرب" مشيرا إلى أن هذه الفتاة الإسكندرانية تزوجت عام 1907، في القاهرة، بقائد أشغال في حظائر بناء".
مواقف متطرفة
اشتهرت مارين لوبان، بموقفها المعادي للمهاجرين ودعوتها إلى الترحيل الفوري لمن يقيمون في فرنسا بصفة غير قانونية، وإمهال الأجانب الذين لا يجدون عملاً ثلاثة أشهر لإيجاد وظيفة أو الرحيل.
وتطرح لوبان فكرة الأولوية الوطنية والتي مفادها أن يكون لمن يحملون الجنسية الفرنسية الأولوية على غيرهم في السكن والمساعدات الاجتماعية والعمل.
لوبان متهمة في فرنسا بالعنصرية وكراهية الأجانب، ولكنها تنفي ذلك، وتقول إنها تناضل ضد الهجرة وليس ضد المهاجرين كأشخاص، وإنها دافعت عنهم أمام المحاكم، عندما كانت محامية.
كما تعترض لوبان على سياسة التبادل الحر في الاقتصاد، وترى أنها تفرض على فرنسا تنافسًا مجحفًا مع الدول النامية، ولذلك تقترح نوعاً من الحماية المعقولة للاقتصاد الوطني، لا تصل إلى الانغلاق تماماً. كما تدعو إلى خروج تدريجي من منطقة اليورو والعودة إلى الفرنك الفرنسي.