تحتفي الأمة بذكرى الهجرة النبوية مع مطلع عام هجري جديد، ورغم أن الهجرة حدثت في شهر ربيع الأول إلا أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، جعل مرجعًا لتقويم المسلمين، فقد وصل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى المدينة في شهر ربيع الأول، لكن جعل شهر المحرم بداية العام الهجري لأنه كان بداية العزم على الهجرة.
يقول الحافظ ابن حجر في كتاب «فتح الباري" (7/ 268، ط. دار المعرفة): «وإنما أخروه -أي التأريخ بالهجرة- من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم؛ إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ. وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم».
وقد قضى الرسول في هجرته من مكة إلى المدينة المنورة ثمانية أيام، قطع خلالها مسافة تقدر بـ380 كيلومترا، بدأها الحبيب المصطفى بخروجه من دار السيدة خديجة بنت خويلد في مكة المكرمة حتى وصوله لديار عمرو بن عوف في قباء بالمدينة المنورة، في 12 ربيع الأول الموافق 21 سبتمبر 622 ميلاديا.
أسباب الهجرة النبوية
ظلَّ سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة منذ أن بُعث نبيًّا يدعو قومه إلى التوحيد وترك عبادة الأصنام، واستمرَّ في دعوته هذه ثلاثة عشر عامًا ولم يؤمن معه إلا القليل، ولاقى خلال هذه الفترة من المشركين ما لاقى من صور العذاب والتنكيل به وبمن آمن معه من أهل مكة، وبقيَ المسلمون على هذه الحال إلى أن أذِن لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى المدينة المنورة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو أهل مكة لتوحيد الله وقول لا إله إلا الله، لكنَّهم كانوا يرفضون قولها ويُعرضون عنه استكبارًا وجبروتًا على الرغم من علمهم بأنَّ ما يقوله هو الحق.
تمادى أهل مكة في إيذاء الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشتَّى أنواع الإيذاء النفسي، والمعنوي، والجسدي، وممَّا فعلوه به من الأذى الجسدي ضربهم لرأسه الشريف بصخرة كبيرة أثناء سجوده، ووضع روث الحيوانات على ظهره.
تعرَّض المسلمون في مكة لجميع أنواع العذاب من قِبل المشركين، ومنهم من كانت له المِنعة والعزة من قومه، ومنهم من لم يكن له ذلك، وبكل الأحول فقد تعرَّضوا جميعهم للأذى، والتعذيب، والتنكيل.
أحداث الهجرة النبوية
أمر رسول الله بالهجرة إلى المدينة المنورة: بعدما بايع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل يثرب على الإسلام، أمر رسول الله أصحابه بالهجرة إلى المدينة المنورة، واللحوق بإخوانهم من الأنصار، وأقام رسول الله في مكة المكرمة؛ ينتظر الإذن من الله بالهجرة إلى المدينة المنورة.
وعندما أذن لرسول الله بالهجرة إلى المدينة المنورة، ذهب -صلى الله عليه وسلّم- لأبي بكر ليخبره بذلك، ليتجهزا للرحيل، وقدّم أبوبكر راحلتين، كان قد أعدّهما لهذا السفر، واستأجر عبد الله بن أريقط، ليدلّهما على الطريق.
خرج رسول الله وأبو بكر من مكة المكرمة في الخفاء، وأمر أبو بكر ابنه عبدالله بأن يتسمع أخبار أهل مكة، وأمر عامر بن فهيرة أن يرعى غنمه نهاراً ويريحها عليهما ليلاً، وكانت أسماء تأتيهما بالطعام، وعند وصولهما إلى الغار، دخل أبو بكر الغار قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وذلك ليتأكد أمان الغار لرسول الله.
وما إن دخلا إلى الغار حتى أرسل الله تعالى عنكبوتًا، نسجت خيوطها على باب الغار، فسترت رسول الله وأبا بكر عن أعين الناس، وبالأخص قريش.
جاء والد الصديق إلى بيته حينما علم بخروج ابنه مع رسول الله، سائلاً إياه عمّا تركه لهم، وكان قد كُفّ بصره، فوضعت حجارة في كيس، فوضعت الكيس في الكرة، فلما مسكها بيده، قال بأن ما تركه خير كثير.
وكانت قريش قد أعدّت مكافأة لمن يأتي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وما إن علم سراقة بهذه المكافأة التي وضعتها قريش فجهز فرسه وانطلق نحو رسول الله، وكان كلما أراد الاقتراب من رسول الله غرزت قدما فرسه في التراب، حتى ناداه رسول الله، وأعطاه الأمان على أن يدعو الله أن يكشف عنه ما أصابه، وكتب له رسول الله كتاب أمان، على أن يكف سراقة عنهما الطلب، ويقول لقريش بألّا يبحثوا في الجهة التي هاجر منها رسول الله لأنّه قد بحث فيها جيدًا.
الوصول إلى المدينة المنورة
بمجرد معرفة الأنصار بخبر خروج رسول الله من مكة المكرمة، خرجوا لاستقباله، فإذ هو في ظل النخلة مع صاحبه الصدّيق، واستقبلهما ما يقارب خمسمائة من الأنصار، وأقام حينها بقباء أربعة أيّام بنى فيها أول مسجد في الإسلام، وهو مسجد قباء.
مراحل الهجرة النبوية
الخروج من مكة في هجرة الرسول.
مرحلة المكوث في الغار في هجرة الرسول.
مرحلة الارتحال إلى يثرب في هجرة الرسول.
مرحلة في قباء في هجرة الرسول.
الدخول إلى المدينة المنورة في هجرة رسول الله
معجزات الرسول في الهجرة النبوية
معجزة نوم المشركين عند محاصرتهم لبيته.
معجزة عدم رؤية المشركين للرسول في الغار.
معجزة شاة أم معبد.
معجزة دعاء النبي على سراقة بن مالك
دعا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام على سراقة فكانت سيقان فرسه تغوص في الأرض وكان يمشي في أرض صلبة، حيث قال أبو بكر: “مررنا براع وقد عطش رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر رضي الله عنه فحلبت كثبة من لبن في قدح فشرب حتى رضيت وأتانا سراقة بن جعشم على فرس فدعا عليه فطلب إليه سراقة أن لا يدعو عليه وأن يرجع ففعل النبي صلى الله عليه وسلم”.
إقامة مسجد قباء
عرضت سورة التوبة لإقامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأول مسجد في الإسلام، وهو مسجد قباء، والذي نزل بشأنه قول الله تعالى: "لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ" (التوبة: 108)
وأوردت هذه الآية بيان التأسيس على التقوى لهذا المسجد الذي يُعمَّر برجال مخلصين، يحبون التطهر من الذنوب والأرجاس، وذلك في مقابلة مسجد الضرار، الذي أقامه أهل النفاق، للتفريق بين المؤمنين، ومحاربة الله ورسوله، مع أنهم يحلفون كذبا أنهم ما أرادوا إلا الحسنى، وهم كاذبون فيما يقولون ويفعلون.
ويعد بناء هذا المسجد أول النتائج الإيجابية المثمرة لهجرة الرسول وأصحابه إلى المدينة المنورة.
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
استقر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في يثرب، التي صارت مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ومعه أصحابه من المهاجرين والأنصار، وأسس بها المسجد النبوي، وصارت عنايته (صلى الله عليه وسلم) متجهة ومنصبة على إقامة مجتمع جديد، يتألف من المهاجرين والأنصار، الذين صاروا بنعمة الله إخوانًا، ويُضم إليهم في الإقامة الآمنة بالمدينة سائر الطوائف اليهودية، حيث اشتملت وثيقة المدينة التي وضعها وسجلها الرسول كلَّ هؤلاء مع اختلاف أنسابهم وأديانهم، حيث صاروا ذوي وطن واحد يحبونه، ويحافظون عليه من كل غاز ومغير، وقد صور القرآن الكريم العلاقة المتنامية على المحبة والطهر والنقاء بين المهاجرين والأنصار، وذلك في قول الله تعالى:
"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" (الحشر: 9)
"وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ" هم الأنصار الذين استوطنوا المدينة قبل أن يصل المهاجرون إليها، وأخلصوا الإيمان، وجعلوه مستقرا وموطنا لقلوبهم، هؤلاء الذين "يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ" في ديارهم، ولا يحسدونهم على ما أعطوه من أموال الفيء وغيره.
والإيثار: تقديم الآخر، وتفضيله على النفس، وحظوظها الدنيوية، والإيثار بالنفس أعظم من الإيثار بالمال، "وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ" والخصاصة: «الحاجة التي تختل بها الحال».
والشح والبخل سواء، و"الْمُفْلِحُونَ" هم الظافرون البريئون من الشح والتقتير، وذلك شأن المؤمن الذي يتقي الله، ويحسن إلى غيره بلا منٍّ ولا أذى.
الدروس المستفادة من الهجرة النبوية
- شدة حب الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو ما يجب على كل مؤمن؛ فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : عن عائِشةَ، أنَّها قالَتْ : كان لا يُخْطِىءُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يأتِيَ أبي بكرٍ أحدَ طرفَيِ النهارِ : إما بكرَةً، وإمّا عشيًّا، حتى إذا كان اليومُ الذي أذِنَ اللهُ فيه لرسولِهِ في الهجرةِ والخروجِ من مكةَ منْ بينِ ظهرَيْ قومِهِ، أتانا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بالهاجرةِ في ساعَةِ كان لا يأتِي فيها. قالتْ : فلما رآهُ أبو بكرٍ قال : ما جاءَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذِهِ الساعَةِ إلّا لِأَمْرٍ حدث. فلما دخلَ تأخَّرَ لَهُ أبو بكْرٍ عن سريرِهِ، فجلَسَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وليس عندَ رسولِ اللهِ أحدٌ إلّا أنا وأختي أسماءُ، فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أخرِجْ عني مَنْ عندَكَ، قال : يا رسولَ اللهِ، إِنَّما هما ابنتايَ. وما ذاكَ – فِداكَ أبي وأمي _ قال : إِنَّ اللهَ أذِنَ لي بالخروجِ والهجرةِ. فقال أبو بكرٍ : الصحبةُ يا رسولَ اللهِ؟ قال : الصحبَةُ.
قالَتْ عائِشَةُ : فواللهِ ما شعَرْتُ قطُّ قبلَ ذلِكَ اليومِ أنَّ أحدًا يبكي من الفرحِ حتى رأيتُ أبا بكر يومئذ يبكي ! !. ثُمَّ قال : يانبي الله إِنَّ هاتينِ الراحلتينِ كنتُ أعددتُهما لهذا، فاستأجرا عبدَ اللهِ ابنَ أريقطٍ – وهو مشركٌ – يدلُهما على الطريقِ. ودفعا إليه راحلتَيْهما فكانتا عندَه يرعاهُما لميعادِهما. فقه السيرة ١٦٠ • إسناده صحيح، وأخرجه البخاري مع شيء من الاختصار.
– حسن الإعداد والأخذ بالأسباب؛ فعله صلى الله عليه وسلم في طريقة خروجه من مكة المكرمة، وهو المؤيد من قبل العزيز الحكيم جل جلاله وتقدست أسماؤه ولا إله غيره، وذلك على سبيل إرشاد الأمة إلى إعمال الأسباب دون الاعتماد عليها، والأخذ بالوسائل المادية، وتحقيق مبدأ الاستخلاف في الأرض، وامتلاك آليات العمل والقوة مقرونة بالتوكل على الله تعالى، فقد أعد رسول الله صلى الله عليه وسلم العدة لخروجه في رحلة الهجرة النبوية الشريفة؛ من زاد وراحلة، وخريت يعلم طبيعة مسالك الطرق يدله صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضوان الله عليه الطريق.
العناية بتوفير العنصر المادي في الرحلة المباركة [ الصاحب، الزاد، الراحلة، الخريت].
– كتمان أمر الهجرة النبوية الشريفة، والحرص على عدم نشر الخبر بين أهل مكة، وهذا إرشاد للأمة نحو عدم إفشاء الأسرار العامة والخاصة، والتعود على عدم الخوض في كل الأمور ذات الطابع العام.
– الحرص على رد الأمانات، وتوكيل من تتحقق أمانته لردها؛ فقد وكل النبي صلى الله عليه وسلم عليا كرم الله وجهه ورضي عنه برد الأمانات إلى أهلها، وهذا إرشاد للأمة على عظم مكانة حفظ الأمانة وردها ولو مع غير المسلمين.
– افتداء علي بن أبي طالب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم بالنفس، حيث بقي في مضجعه إلى أن دخل عليه المتربصون بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه بين ظهرانيهم محفوظا بحفظ الله ومؤيدا بتأييده، وفيه دلالة على محبة الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم.
- نصر الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضي الله عنه في تلك الحالة الحرجة الشديدة المشقة في غار ثور، حين اقترب الخطر حتى كان أدنى من شسع النعل وانتشر الأعداء من كل جانب يطلبونهما ليقتلوهما، فأنزل الله عليهما من نصره ما لا يخطر على البال :﴿إلّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إذْ أخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إذْ هُما في الغارِ إذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إنَّ الله مَعَنا﴾ ﴿فَأنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وأيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها﴾ الآيَةَ.
والمعنى المراد عند أهل العلم : "من كان الله معه فلن يغلب ومن لا يغلب فيحق له أن لا يحزن.. وذلك أن أبا بكر خاف من الطلب.. أن يعلموا بمكانهم، فجزع من ذلك وكان حزنه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا على نفسه وقال : إذا أنا مت فأنا رجل واحد وإذا مت أنت هلكت الأمة والدين.
أخرج الشيخان عنه رضي الله عنه قال : نظرت إلى أقدام المشركين ونحن في الغار وهم على رؤوسنا فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه فقال : " يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما "(٢) وزاد البزار والطبراني والبيهقي في الدلائل عن أنس والمغيرة بن شعبة فأعماهم الله عن الغار فجعلوا يترددون حوله فلم يروه..قال النووي : هو داخل في قوله سبحانه : إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.. وفيه بيان عظيم توكل النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى في هذا المقام وفيه فضيلة لأبي بكر وهي من أجل مناقبه..".( فتح البيان).
– تعاون آل أبي قحافة وأهل بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم أجمعين على خدمة النبي صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة؛ عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما المكلف بالتحري وإخفاء خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قريش، وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ القائمة على شؤون توفير الزاد والطعام طيلة المقام الشريف في الغار، وعامر بن فهيرة راعي غنم الصديق أبي بكر رضي الله عنه؛ القائم بالسير على خطى الحبيب صلى الله عليه وسلم وصاحبه رضوان الله تعالى عليه، وإخفاء الأثر؛
فحازوا قصب السبق في خدمة الدين؛ وسنوا سنة حسنة لكل من يريد نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونشر رسالته الخالدة.
- مشاركة المرأة في النصرة.