قام رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، بزيارة غير متوقعة إلى الصين، اليوم الاثنين، بعد زيارات مماثلة إلى موسكو وكييف، بهدف استكشاف حلول سلمية للنزاع في أوكرانيا وقبل قبل أيام من قمة حلف شمال الأطلسي التي ستتناول تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
"مهمة السلام 3.0"
وقال أوربان، الذي تولت بلاده للتو الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي هذا الشهر، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنه يشارك في مبادرة اطلق عليها اسم "مهمة السلام 3.0"، وشارك صورة لوصوله إلى بكين حيث استقبله نائب وزير الخارجية الصيني هوا تشون ينج ومسؤولون آخرون.
وذكرت هيئة الإذاعة الحكومية الصينية " CCTV" أن أوربان التقى في وقت لاحق بالرئيس الصيني شي جين بينج في بكين، اليوم الاثنين، لمناقشة اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا، مما يمثل المحطة الثالثة من "مهمة السلام".
زيارة غير معلنة للصين بعد روسيا وأوكرانيا
وجاءت زيارة أوربان غير المعلنة في أعقاب جولات إلى موسكو وكييف الأسبوع الماضي شملت محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ حيث اقترح وقفا فوريا لإطلاق النار.
وقد اقترحت الصين خطة سلام من ست نقاط مع البرازيل، مما شجع على عقد مؤتمر دولي بشأن الصراع الأوكراني. على الرغم من أن أوكرانيا تأمل في الحصول على دعم عالمي لمقترحاتها، إلا أن خطة الصين، التي أيدتها روسيا، لا تزال تؤثر على الحوار. أكد شي على الحاجة إلى استئناف الحوار المباشر والمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا.
انتقادات لأوربان بعد رحلة موسكو
وقال رئيس وزراء المجر إن زيارته إلى روسيا تم التحضير لها سرًا. وفي 5 يوليو، ناقش أوربان السبل المحتملة لتسوية الصراع في أوكرانيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو.
وتعرضت رحلته إلى موسكو لانتقادات من قبل كييف والقادة الأوروبيين والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي؛ بينما أكد أوربان دور المجر الفريد في التوسط في المحادثات مع تناوب رئاسة الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي اعترضوا على أي ولاية أوسع له وحذروا من أنه لا يمثل الكتلة في أفعاله.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الجمعة بعد اجتماع أوربان مع الزعيم الروسي الاسترضاء لن يوقف بوتين.
وفي حديثها على منصة اكس، أكدت أن "الوحدة والتصميم فقط سيمهدان الطريق إلى سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا".
كما قالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، إن زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى روسيا لا تساهم في حل النزاع الأوكراني.
وأضافت بيير: "نشعر بالقلق من أن رئيس الوزراء المجري أوربان اختار القيام بهذه الزيارة إلى موسكو، وهو ما لا يخدم قضية السلام".
وغالبا ما منع أوربان، المعروف بعلاقاته الوثيقة مع بوتين، تدابير الاتحاد الأوروبي لمساعدة كييف ومعاقبة موسكو. وأحبط موقفه حلفاء الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الذين ينظرون إلى تصرفات روسيا على أنها انتهاك للقانون الدولي وخطر على أمن أوروبا الشرقية.
أوربان يطلب من زيلينسكي النظر في وقف إطلاق النار
وقبل ذلك بثلاثة أيام، في 2 يوليو، زار أوربان أوكرانيا، حيث ناقش الأمر مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وقال رئيس الوزراء المجري خلال رحلة إلى كييف يوم الثلاثاء إن بودابست تقدر مبادرات السلام الأوكرانية، لكنه طلب من الرئيس فولوديمير زيلينسكي النظر في الضغط من أجل وقف إطلاق النار الذي يمكن أن يسرع محادثات السلام مع روسيا.
وأضاف أوربان أن كييف 'ليست مستعدة للتخلي عن فكرة شن الحرب حتى النهاية المنتصرة'، واصفا المحادثات في الكرملين بأنها 'محادثة مفيدة وصريحة حقا' بشأن الصراع.