حقق ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا، أمس الأحد، فوزًا مدويًا وغير متوقع بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع اليمين المتطرف إلى المركز الثالث.
تمكن ائتلاف الجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا الفوز بأكبر عدد من المقاعد في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية مع تقديرات استطلاعات الرأي التي تشير لفوز تحالف اليسار، الذي يضم أقصى اليسار والاشتراكيين والخضر، بما يتراوح بين 172 و215 مقعدا من أصل 577، لكنه لن يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة في مجلس النواب.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الأولية، فإن تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون المنتمي لتيار الوسط سيحلّ في المركز الثاني بفارق ضئيل ويفوز بما يتراوح بين 150 و180 مقعدا. أما حزب التجمع الوطني اليميني بزعامة مارين لوبان فسيحصل على ما بين 115 إلى 155 مقعدا، وهو الأمر الذي شكل هزيمة قاسية له فقد كان من المتوقع أن يفوز في الانتخابات، لكنه عانى بعد أن عمل حزب الجبهة الشعبية الجديدة وكتلة معا للرئيس إيمانويل ماكرون بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات وقاموا بتصويت مضاد للتجمع الوطني.
وتضم الجبهة الشعبية الفرنسية، الحزب الشيوعي الفرنسي، وحزب "فرنسا الأبية" اليساري الراديكالي، وحزب الخضر، والحزب الاشتراكي، لكنها لم تختر حتى الآن مرشحها لمنصب رئيس الوزراء،
ونستعرض في هذا التقرير بعض من أشهر شخصيات التحالف اليساري في فرنسا:
جاك ميلانشون
يعتبر ميلانشون من أبرز وجوه اليسار الفرنسي وهو رئيس حزب "فرنسا الأبية" الذي ينتمي إلى أقصى اليسار. على مدار عقود، كان ميلانشون، أحد الأطراف الرئيسية في السياسة اليسارية الفرنسية، إذ شغل مناصب وزارية في حكومات سابقة عندما كان عضواً في الحزب الاشتراكي.
وترشح للرئاسة 3 مرات في أعوام 2012، و2017، و2022، إذ تمكّن من تحسين مستوياته في كل مرة، وفي العام 2022 حلَّ في المركز الثالث، خلف زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، بينما فاز ماكرون في تلك الانتخابات.
ويُعد ميلانشون، وهو خطيب مفوّه، أحد أكثر وأبرز الشخصيات الفرنسية المناهضة للتوحش الرأسمالي، إذ يناضل من أجل توسيع الانفاق الحكومي والتوزيع العادل للثورة وتعزيز برامج الرعاية الاجتماعية والصحية بحيث يشمل جميع المواطنين.
كما يعد من أبرز المدافعين عن الأجانب واللاجئين وعن الفلسطينيين وهو يدعو باستمرار إلى مراجعة الاتفاقات الأوروبية.
رافاييل جلوكسمان
تربع رافاييل جلوكسمان على رأس المرشحين الاشتراكيين في الانتخابات الأوروبية في أوائل يونيو الماضي، وحصل على ما يقرب من 14% من الأصوات، خلف ائتلاف ماكرون "معاً".
وتلقى جلوكسمان، الذي كان والده فيلسوفًا، التعليم في مدارس مرموقة، وعمل بالصحافة والإذاعة، قبل أن يتجه إلى مجموعة متنوعة من المجالات، منها العمل مستشاراً لرئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكاشفيلي.
وفي مارس 2024، رفض جلوكسمان استخدام مصطلح "الإبادة الجماعية" بعد العداون الإسرائيلي على قطاع غزة، معربًا في عدة مناسبات عن إدانته للـ"المذبحة" في غزة وكذلك الحصار.
مارين توندلير
زعيمة حزب الخضر التي ولدت في هينين بومونت شمالي فرنسا، وهي معروفة بأنها معقلاً لـ"التجمع الوطني" اليميني المتطرف برئاسة مارين لوبان.
وتم انتخابها عضوة معارضة في المجلس البلدي عام 2014. ووثقت تجاربها في العمل تحت قيادة أحد رؤساء البلديات من "التجمع الوطني"، في كتاب صدر عام 2017 بعنوان "أخبار من الجبهة"، واصفة تلك الفترة بأنها تعكس "الجو القمعي الذي ولدته الإدارة اليمينية المتطرفة".
وفي 2021، نجحت تونديلير في الانتخابات البرلمانية، وانضمت إلى مجلس إقليمي شمالي، ثم أصبحت بعد ذلك بعام زعيمة حزب الخضر الأكثر شهرة في فرنسا.
لوران بيرجر.. زعيم نقابي
لوران بيرجر (55 عاماً) هو الرئيس السابق لإحدى النقابات العمالية الرئيسية في فرنسا، وهي "الاتحاد الديمقراطي الفرنسي للعمل" المعتدل. ولديه سجل حافل من المعارضة القوية لـ "التجمع الوطني" اليميني.
وقال بيرجر، إنه لا يريد أن يصبح رئيساً للوزراء، لكن آخرين في اليسار طرحوا اسمه قائلين إنه يمكن أن يكون شخصية توافقية وبديلاً أكثر شعبية لميلانشون.