تأتي نتيجة الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية التي جرت يوم الأحد بمثابة مفاجأة كبيرة، حيث تبدو فرنسا على وشك تحول سياسي كبير ــ ولكن ليس التحول الذي توقعه الجميع.
ولم يتوقع أي استطلاع قبل يوم الأحد أن يفوز تحالف اليسار وأن يأتي اليمين المتطرف في المركز الثالث.
ويعد هذا انعكاسًا صادمًا لنتيجة الجولة الأولى من التصويت، إذا تطابقت نتائج الليلة مع التوقعات.
وفي الوقت الراهن، تبدو فرنسا غير قابلة للحكم. ومع عدم توقع أي حزب أن يقترب من الفوز بالأغلبية، سيكون البرلمان في حالة من الشلل، منقسما بين ثلاث كتل.
من الواضح أن المناورات السياسية التي قام بها حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الوسطي والتحالف اليساري هذا الأسبوع كانت ناجحة. وانسحب مائتي مرشح من السباق في محاولة لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف.
لكن التحالف اليساري، الذي بدا هشاً، سيواجه صعوبة في التحدث بصوت واحد.
ويبدو أن كتلة ماكرون الوسطية صمدت بشكل جيد. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن يخسر ما يقرب من 100 نائب ويحتل المركز الثاني، إلا أن هذه النتيجة لا تزال أفضل بكثير مما كنا نتوقعه.
وتواجه فرنسا الآن قفزة إلى المجهول.
ومن المستحيل التنبؤ بالمستقبل، ما نعرفه هو أن اليمين المتطرف لن يحكم في المستقبل المنظور، وسنشهد تحولًا في السلطة من القصر الرئاسي إلى البرلمان، وفقا لموقع سي ان ان
وقد قوبلت مقامرة ماكرون بإجراء انتخابات مبكرة بسخرية واسعة النطاق في ذلك الوقت. وفي حين يبدو أنها نجحت جزئيا من خلال إبعاد اليمين المتطرف عن السلطة، فقد أغرقت فرنسا أيضا في فوضى سياسية غير مسبوقة.
تصدر تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري نتائج الانتخابات التشريعية في فرنسا، متبوعا بتحالف الرئيس ايمانويل ماكرون (معا)، فيما حل اليمين المتطرف ثالثا حسب تقديرات لمعهد إيبسوس-تالان.
وشهدت الدورة الثانية مشاركة قياسية من قبل الناخبين الفرنسيين.
وعن نسب المشاركة في الانتخابات التشريعية الفرنسية تبلغ 67,1 بالمئة، وفق تقديرات اعلنها معهد إيبسوس-تالان
وبناء عليه، تصدر حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان ورئاسة جوردان بارديلا نتائج الجولة الأولى بنسبة 33,15 بالمئة
وجاءت "الجبهة الشعبية الجديدة" ممثلة لليسار في المرتبة الثانية بنسبة 27,99 بالمئة في الجولة الأولى
حل ائتلاف الرئيس ماكرون "معا" ثالثا بنسبة 20,04 بالمئة بالجولة الأولى.
في أول تعليق له بعد صدور النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى "توخي الحذر" في تحليل النتائج لمعرفة من يمكن أن يتولى تشكيل حكومة.
واعتبر ماكرون أن كتلة الوسط لا تزال "حيّة" جدا بعد سنواته السبع في السلطة، حسبما أفادت أوساطه مساء الأحد.
وقال قصر الإليزيه بعيد ذلك إن ماكرون ينتظر "تشكيلة" الجمعية الوطنية الجديدة من أجل "اتخاذ القرارات اللازمة".
وأضاف إن ماكرون لن يتحدث مساء الأحد وينتظر "هيكلة" مجلس الأمة.
وأشارت الرئاسة إلى أنه "وفقا للتقاليد الجمهورية، سينتظر تشكيل الجمعية الوطنية الجديدة لاتخاذ القرارات اللازمة".