قال الدكتور أحمد نبوي، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، إن الدرس الأعظم الذى علمه لنا سيدنا النبي فى الهجرة هو أن تماسك المجتمع هو سر العبور وتخطى الأزمات.
الدرس الأعظم
أوضح “ نبوي” في تصريح له، أن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بنى أسس بناء تماسك المجتمع، منوهًا بأنه كان هناك خلافات بين الصحابة وبعضهم البعض والأوس والخزرج، ولولا حكمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى تماسك المجتمع.
وأضاف أن هناك فارق بين المجتمع المتماسك الذى يسعى إلى حل مشاكله، عكس المجتمع غير المتماسك الذى يفكر كل فريق فى مصالحه، وتصدير الأزمة، مشيرًا إلى أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أرسى فى دولة المدينة مبادئ التكافل والعمل والتعاون، والتماسك وهذا سر التماسك فى المجتمع".
معرفة النبي بأمر الهجرة
وكان قد أفاد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، بأن النبي - صلى الله عليه وسلم- عرف بأمر هجرته إلى المدينة قبلها بزمن بعيد، حيث علم بها منذ أول إطلالة للوحي.
ونبه «هاشم»، إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في أول إطلالة للوحي وأول آية "اقرأ" يعود مرتعدًا للسيدة خديجة وتذهب به إلى ورقة بن نوفل ويقول له "هذا هو الناموس الذي نزله الله على موسى، ليتني أكون حيًا إذ يُخرجك قومك"، هذا منذ زمن بعيد سبق الهجرة".
وبين أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم من الوهلة الأولى أنه سيُهاجر حين كانت الإطلالة الأولى للوحي، وتمر الأيام والأعوام ويأتي الوقت الذي يستطلع فيه الناس في أرض الهجرة بصيص النور، ويهرولون في بيعة العقبة الأولى والثانية، وتمضي الأعوام ويأتي وقت الهجرة، ويدعو الرسول -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عندما أطلعه الله على دار هجرته وأراه إياها في المنام.
وتابع: فأخبرهم -صلى الله عليه وسلم-: أريت دار هجرتكم.. أرض ذات نخل فمن شاء أن يخرج فليخرج، وليهاجر"، مشيرًا إلى أن هذا يعني وجود إعداد من رب العزة لهذه الهجرة إلى يثرب التي سُميت بعد ذلك "الطيبة" و"المدينة المنورة برسول الله -صلى الله عليه وسلم.