هناك عبادة هي عماد القلب، والقلب عماد الجسد، وقلب المؤمن يحيا بهذه العبادة؛ وبحياة القلب يحيا سائرُ الجسد، وعلاقة هذه العبادة ببقية العبادات كعلاقة الشجر بالأرض ؛ فلا يمكن أن تزرع شجرة دون أن تمتلك أرضا تزرعها فيها
عبادة لا تحتاج طهارة او استقبال القبلة
قال الإمام الشافعي رحمه الله: إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشر ، لم يروا ثوابًا أفضل من ذكر الله- تعالى-، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون: ما كان شيء أيسر علينا من الذكر.
فهي عبادة لا تحتاج لطهارة أو استقبال للقبلة أو لهيئة أو وقت محدد ، ومع ذلك لا يؤديها إلا القليل الموفّق لها .
قال تعالى : "وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.
فوائد ذكر الله
1) زيادة الثقة بالنفس ومزيد من السعادة
2) الأذكار تضاعف أجور الأعمال الصالحة
3) المساعدة على النوم لمن يعاني من اضطرابات النوم
4) التخلص من الخوف والقلق والتوتر
5) تنشيط خلايا الجسم
6) التخلص من هموم الحياة والغم والحزن
7) الفرح برحمة الله تعالى والتفاؤل والاستبشار.
ذكر الله
وقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، ان الأمر بالذكر هو أمر المحب لمن يحب ، فإذا أحب المرء منا حبيبا طلب منه أن يذكره –ولله المثل الأعلى- فالذكر أمارة الحب ، فما من محب وهو لاه عن محبوبه ، ولذلك يقول العلماء : "الذكر منشور الولاية".
وتابع: يقول العارف بالله سيدي عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى : " وأجمع القوم على أن الذكر مفتاح الغيب، وجاذب الخير، وأنيس المستوحش، ومنشور الولاية، فلا ينبغي تركه، ولو مع الغفلة، ولو لم يكن من شرف الذكر إلا أنه لا يتوقف بوقت لكان ذلك كفاية في شرفه قال تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ } قالوا : ما ثم أسرع من فتح الذكر، وهو جامع لشتات صاحبه، وإذا غلب الذكر على الذاكر، امتزج بروح الذاكر حب اسم المذكور.[الأنوار القدسية].
الطريق إلى الله تعالى أساسه الذكر، بدايته ذكر، وأوسطه ذكر، ومنتهاه ذكر، حتى يفنى الذاكر في المذكور، حتى يصير ذاكرا في حضرته وفي غيبته، في صحوه وفي نومه، حتى يفنى بمن يذكر عن ذكره.
كما كشف عن أفضل الذكر، وهو «لا إله إلا الله»، مشيرًا إلى أن قولها يُطهر القلب.
واستشهد بما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضل الذكر لا إله إلا الله»، رواه الترمذي، موضحًا أن العلامة ابن علان قال في شرح هذا الحديث: «إن لا إله إلا الله تؤثر تأثيرًا بيِّنًا في تطهير القلب عن كل وصف ذميم، راسخ في باطن الذاكر.