في خضم الفوضى التي أعقبت هجوم حماس في 7 أكتوبر، استخدمت قوات الاحتلال الإسرائيلية بروتوكول هانيبال، وهو توجيه مثير للجدل يسمح باستخدام القوة لمنع اختطاف الجنود، حتى مع المخاطرة بحياة الرهائن، وفقاً لتقرير لصحيفة هآرتس.
بحسب ما ورد تم استخدام هذا التوجيه في ثلاث منشآت عسكرية استهدفتها حماس، مما أثار مخاوف بشأن احتمال تعريض المدنيين للخطر.
الأوامر والردود
ذكرت صحيفة هآرتس بالتفصيل أنه في الساعة 11.22 صباحًا، أي بعد حوالي خمس ساعات من بدء الهجوم، صدر أمر إلى قسم غزة الإسرائيلي: "لا يمكن لأي مركبة العودة إلى غزة".
أوضح مصدر قيادي جنوبي الآثار المترتبة على ذلك قائلاً: "كان الجميع يعلمون في ذلك الوقت أن مثل هذه المركبات يمكن أن تحمل مدنيين أو جنوداً مختطفين". وشدد هذا التوجيه على خطورة الوضع والإجراءات الصارمة التي اعتبرها جيش الإحتلال الإسرائيلي ضرورية.
تأثير غير مؤكد
سلط التحقيق الذي أجرته صحيفة هآرتس الضوء على الشكوك المتعلقة بتأثير هذه الأوامر على المدنيين والجنود. وفي حين أن العدد الدقيق للضحايا الناجم عن البروتوكول لا يزال غير واضح، فإن الوثائق والشهادات التي أدلى بها جنود وضباط الجيش تشير إلى أن هذه الممارسة كانت منتشرة على نطاق واسع في 7 أكتوبر، حيث كان الجيش يتصارع مع الهجوم المفاجئ والشديد.
التحقيقات الرسمية
أكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن التحقيقات الداخلية في أحداث 7 أكتوبر مستمرة. وتهدف هذه التحقيقات إلى التعلم من الهجوم. وأكد البيان أنه "عندما تنتهي هذه التحقيقات، سيتم عرض نتائجها على الرأي العام بكل شفافية".
الفشل التشغيلي
يشكل تقرير صحيفة هآرتس جزءاً من تدقيق أوسع تجريه وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الاستخبارات العسكرية والإخفاقات العملياتية أثناء هجوم حماس. ولم تحقق الحملة الإسرائيلية اللاحقة في غزة العديد من أهدافها بعد.
قتلت العمليات الإسرائيلية في غزة أكثر من 38 ألف فلسطيني، وأدت الأزمة الإنسانية إلى نزوح جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً.
الاستخدام المثير للجدل للبروتوكول
ظهرت مزاعم في شهر يناير بأن الجيش الإسرائيلي ربما استخدم بروتوكول هانيبال لمنع مقاتلي حماس من إعادة الرهائن إلى غزة. وعلى وجه الخصوص، في كيبوتس بئيري، أمر عميد دبابة بإطلاق النار على منزل يضم مقاتلين من حماس و14 رهينة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 13 رهينة. وقد أثار هذا الحادث الجدل حول الآثار الأخلاقية والتشغيلية للبروتوكول.
فشل نظام الإنذار المبكر
ومما زاد من الجدل، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن نظام الإنذار المبكر على حدود غزة، الذي طورته الوحدة 8200 من مديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، لم تتم صيانته بشكل كاف وكان عرضة للخلل. وقدم ملف ما قبل الهجوم الذي أعدته الوحدة 8200 تفاصيل عن خطط غزو حماس، والتي تضمنت الغارات وسيناريوهات الرهائن.
تحذيرات تم تجاهلها
في نوفمبر، كشف أعضاء وحدة "المراقبون" المكونة من النساء فقط والمتمركزة على طول محيط غزة أنهم حاولوا مراراً وتكراراً تنبيه رؤسائهم إلى أنشطة غير عادية على الحدود قبل هجوم حماس. ولسوء الحظ، ذهبت تحذيراتهم أدراج الرياح. في 7 أكتوبر، قُتل 15 مراقبًا واحتُجز ستة كرهائن.
أثار استخدام بروتوكول هانيبال أثناء الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر تساؤلات أخلاقية وعملياتية كبيرة.