الحقد يدمر المجتمع ويؤثر سلبا على مشاهيره.. أصبحنا في زمن يعاني بعض أشخاصه أمراضا نفسية كثيرة ، من حقد وغيرة ونقص ، ما يجعلهم لا يحبون نجاح أو تطور غيرهم خاصة الأشخاص المشاهير ، فيلجأون للانتقاد الهدام لا البناء. والهدف من هذا الانتقاد هو محاولة إحباط وإفشال أي شخص ناجح ومشهور .. لأنهم للأسف فشلوا ولم يستطيعوا النجاح مثل غيرهم فيلجأون للتشكيك في نجاح الآخرين أو الهجوم عليهم بشراسة لهدم ثقة غيرهم في أنفسهم.. هذه هي وظيفتهم في الحياة ، انتقاد كل من هو ناجح.

للأسف الشديد بعض الأشخاص من هذا النوع يبحثون عن أي شيء لنقده في غيرهم حتى ولو وجدوا أشياءً كثيرة رائعة تستحق المدح لا يلتفتون إليها ، بل يتصيدون أخطاء غيرهم بكل جرأة وشراسة.. يتعرض لمثل هذه الانتقادات المريضة جميع المشاهير ، الفنانون بكل أنواعهم، الأطباء ، حتى علماء الدين.. وكأن هؤلاء المرضى من البشر معهم من العلم والوعي والدراية ما يكفي العالم ويفيض.. وفي الحقيقة هم لا يفقهون شيئا.

نجد على سبيل المثال بعض اليوتيوبرز من الرجال الناجحين يظهرون أحيانا ومعهم زوجاتهم وعائلاتهم من أمهات وآباء وأبناء وبنات ويقدمون محتويات هادفة تفيد المجتمع ، ومع ذلك يتعرضون للانتقاد من مرضى العقول والنفوس باتهامهم بأنهم بلا رجولة أو شرف، لأنهم يظهرون نساءهم على مواقع التواصل الاجتماعي.. مع أن نساءهم يظهرن بكل احتشام ورقي دون ايذاء لأحد ودون خدش لحياء أحد، وقد تكون المحتويات هادفة وصالحة للأطفال.. لكن ماذا نقول للحاقدين أصحاب النفوس غير السوية؟!

نجد حتى علماء دين أجلاء قضوا حياتهم في دراسة الدين كعلوم ، عندما يفتون بجواز شيء معين وتكون تلك الفتاوى مبنية على علم، يتعرضون لانتقادات غير عادية وقد يصل الأمر بمرضى النفوس للتعديل على آراء هؤلاء العلماء ولسبهم واتهامهم بتحليل ما حرم الله.. وهذا إن دل فإنما يدل على جهل وسطحية هؤلاء الأشخاص وعدم درايتهم بشيء.. يعتبرون أنفسهم أفهم الناس دون علم ووعي كاف وأعلم من العلماء.

لماذا لا يهتم كل شخص بنفسه فقط ؟ .. لو كل إنسان اهتم بنفسه دون أن يعتبر نفسه مصلحا اجتماعيا أو ملاكا منزلا من السماء بدون أخطاء سيستقيم المجتمع وسيحترم كل فرد غيره من الأفراد حتى لو اختلف عنه فكريا أو ثقافيا.. أنت حر ما لم تضر ، حريتنا تتوقف عند انتهاك واختراق حرية وخصوصية الآخرين.. شهرة كثير من المشاهير دليل نجاحهم وسعيهم.. لذلك عدم الالتفات لأصحاب النفوس المريضة وتجاهلهم تماما هو الحل الأمثل لاستمرار نجاح أي إنسان خاصة لو كان مشهورا.