يظهر بين الحين والأخر أشخاص يدعون بأنهم "المهدى المنتظر" والتي تتمثل قصته بأنه الذي سيظهر فى نهاية الزمان، ويكون حاكمًا وعادلاً وعظيمًا لدرجة أنه سينهى الظلم والفساد على وجه الأرض، وينشر العدل.
قتل إبنه وقال أنه المهدي المنتظر
وخلال الساعات القلية الماضية، سادت حالة من الحزن بعد جريمة قتل أب لابنه في منطقة وادي زغرة بطريق "دهب - نويبع" بجنوب سيناء لأنه لا توجد دوافع للجريمة والأب كان يحب ابنه ويصطحبه معه في كل الأماكن التي يذهب إليها، ورغم أن الاب اعترف بقتل الابن ١٢ عاما لكنه قال في التحقيقات إنه “لو كان يريد قتله وهو يعمل صيادا كان القي به في البحر دون ان يشعر به أحد”.
وأمرت النيابة بإيداع المتهم مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة، ولكن تقرير المستشفى أثبت سلامة قواه العقلية ما يجعله يواجه عقوبة الإعدام.
وأثارت الجريمة شديدة الغرابة وبطلها صياد يدعى " ط . س. س"، حالة من الجدل والحيرة بين مواطني المحافظة، لغرابة القضية وغياب دوافعها حيث أقدم صياد على قتل نجله يدعى "ع . ط . س . س" 12 عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الرويسات التابعة لمدينة شرم الشيخ.
وتبين أن المتهم متزوج مرتين وأب لـ 5 أبناء، بينهم 3 بنات وولد من الزوجة الأولى التي انفصل عنها منذ أربع سنوات، وتزوج منذ سنتين وأنجب ولدا من الزوجة الثانية.
وحينما مر خفير بالصدفة بالمنطقة رأى الأب عاريًا تمامًا من ملابسه فخشي أن يتقدم له بمفرده لغرابة الموقف، ولجأ لأشخاص آخرين لمواجهته وحينما سألوه عن سر مكوثه بالمكان وهو عاري ادعى الجنون، قائلًا "أنا المهدي المنتظر"، وأقر بقتل نجله، وساعدوه على ارتداء الملابس حتى يمكنهم اصطحابه إلى الشرطة، وقاموا بالاتصال بالنجدة.
وخلال التحقيقات/ الأب كان في حالة جنون حزنا علي ابنه، وهذي بكلمات غير مفهومة من بينها "أنا المهدي المنتظر - رايح غزوة" مما جعل النيابة تقوم بتحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية بالقاهرة، لبيان مدى صحة قواه العقلية، وجاء التقرير موضحًا بعدم وقوعه تحت أي مرض عقلي، وجرى حبسه على ذمة القضية للتحقيقات، وعرضه على محكمة شرم الشيخ بجلسة 1 يوليو الجاري التي أقرت بتأجيل المحاكمة إلى جلسة1 أغسطس المقبل لسماع الشهود.
ليست الأولى
وفي 2016 نشر محمد عبدالله نصر، المعروف باسم الشيخ "ميزو"، عبر صفحته على "فيس بوك"، ما أسماه بيانا هاما، أعلن خلاله أنه "المهدى المنتظر".
وجاء نص ما نشره الشيخ ميزو على صفحته الشخصية حينها: "بيان هام.. أعلن أننى أنا الامام المهدي المنتظر ( محمد بن عبد الله ) الذي جائت به النبوءات وجئت لأملأ الأرض عدلا وأدعوا السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتى وذلك مصداقا للحديث القائل روى أبو داود (4282) - واللفظ له، والترمذي (2230) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمُ أَبِي، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا، وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ) وصححه الألباني في "صحيح أبي داود".
وفي عام 2000، ظهر 3 مصريين ادعوا أنهم "المهدي المنتظر"، أولهم محمد عبدالنبي عويس في سيناء، وكتب كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية. وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه "المهدي المنتظر" واعتقلته الشرطة. كما ظهر أحمد عبدالمتجلي من الإسماعيلية الذي ادعى قدرته على إخراج الجن.
وفي الإسكندرية، اعتقلت أجهزة الأمن مواطناً يُدعى محمد محمود، زعم أنه "الإمام المنتظر" وطلب من أئمة المساجد مبايعته، وأعلنت أسرته أنه يعاني اضطرابات نفسية.
وفي نفس المحافظة، أعلن عاطف محمد حسين أنه "المهدي المنتظر" وتعهد بتخليص العالم من شرور الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون. وفي الإسكندرية أيضاً زعم مواطن يدعى أشرف عبدالحميد ويعمل خبازاً أنه "المهدي المنتظر".
وفي قنا أعلن مواطن يدعى عبدالفتاح محمد دردير أنه "المهدي المنتظر" وأن الله اختاره ليخلص الناس من الظلم ومحاربة الفساد، وتم حبسه وإحالته بعد ذلك إلى مستشفى الأمراض العقلية.
وفي الشرقية، فوجئ المصلون في أحد المساجد بشاب يخبرهم أنه "المهدى المنتظر"، فسايره أحدهم وقال: "سأصطحبك لمكان ما الآن، ولو عرفت ما هو ذلك المكان قبل الوصول إليه سأبايعك وأدعو الناس لتصديقك"، وكان المكان الذي لم يعلم به المهدي المزعوم هو مستشفى الأمراض العقلية الذي تم إيداعه فيه.
وفي أسيوط، ألقت أجهزة الأمن القبض على يحيى أحمد محمد، عامل حدادة، ادعى أنه "المهدي المنتظر"، وفي الفيوم ألقت قوات الأمن القبض على مواطن زعم أنه "المهدي".
وفي أبريل 2012، تقدم مواطن بأوراقه للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية وادعى أنه "المهدي المنتظر" الذي سيحرر البلاد العربية، كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه "الإمام المنتظر" وأكد ذلك في رسالة بعثها إلى دار الإفتاء المصرية، مستدلاً بآيتين في القرآن على أنه إمام هذا الزمان.
الشخص المريض والمدعي
في هذا الصدد قال الدكتور وليد هنداوي استشاري الصحة النفسية، إنه بين الحين والاخر يظهر شخص يدعي النبوة أو أنه "المهدي المنتظر" وهذا يخضع لعدة أمور نفسية من بينها "جنون العظمة"، وبالتالي يدعي هذا الشخص أن لديه قدرات استثنائية وهذا بخلاف الواقع والحقيقة، وهناك "انفصام" وهنا يكون الشخص منفصل عن الواقع ويعتقد إنه قد اوحى اليه وإنه بالفعل "المهدي المنتظر" ومن الممكن أن تصادف أن يكون إنسان محبوب اجتماعياً وله سلوك حسن فيقوم باستغلال هذه النقطة، ومن الممكن أن يكون الشخص مصاب بالوسواس القهري ويعتقد صاحب هذا المرض إنه مهدي منتظر وهذا يكون عن قناعة وإيمان ذاتي ولا يستطيع الايمان غير بذلك مهما تم انتقاده، مشيراً إلى أنه تم عمل دراسة مقارنة تشير إلى أن "60% من المصريين المصابين بمرض الوسواس القهري يعتقدون بأنهم المهدي المنتظر"، "20% من مرضى الوسواس القهري في الهند يعتقدون بذلك"، و"المصابين في أوروبا بالوسواس القهري ليس لديهم فكرة أنهم المهدي المنتظر تماما".
وأضاف خلال تصريحات خاصة لــ"صدى البلد"، أنه فيما يخص أسباب إدعاء بعض الأشخاص بأنهم المهدي المنتظر، قال الدكتور إنه يرجع لعدة أسباب أولها:
- أسباب جينية ووراثية .
- من الممكن أن يظهر الأمر بشدة عند تغير الفصول
- من الممكن أن تكون المخدرات لها عامل في ذلك
- تناول عقاقير الهلوسة
- معظم أصحاب فكرة أنهم المهدي المنتظر من الممكن أن يكون لديهم إعاقة جسدية، أو أصحاب إعاقة جزئية
- الضغوط النفسية
وتابع: هناك أعراض تشير إلى أن الشخص الذي يدعي بأنه المهدي المنتظر شخص مريض عقلي ويجب أنه يحصل على العلاج، حيث إن الشخص الذي يدعي ذلك يكون لديه كلمات ملازمة له مثل: "أنا وزير .. أنا رئيس جمهورية.."، يشرب الكثير من القهوة وبإفراط شديد، لا ينام تماما ولا يفقد تركيزه مع قلة النوم، الافراط في التدخين، الحديث مع اكثر من شخص في وقت واحد، ويتذكر أدق التفاصيل، لديه فرط في الحركة، وبالتالي عندما تجتمع كل هذه العادات أو السلوكيات في هذا الشخص المدعي فمن الممكن أن يكون مريض عقلي، وبالتالي إدعائه إنه المهدي المنتظر يكون عن قناعة ذاتية ويستحق العلاج.
وأكد: من ليس لديه هذه السلوكيات أو الصفات ويدعي بأنه المهدي المنتظر هو إنسان دجال ومشعوذ ويدعي الجنون لأن أي مرض عقلي يكون له متلازمات سلوكية معينة، وبالتالي غير ذلك فهو شخص يدعي المرض، ويستغل الاخرين بإعطاء نفسه صبغة دينية، والكثير من الجرائم في مصر تكون بسبب السحر والشعوذة، مشيراً إلى أن هناك دراسة تقول أن 63% من المصريين يؤمنون بالخرفات وهناك دراسة تقول أن العرب ينفقون 30 مليار جنيه على الدجل والشعوذة، منهم 10 مليارات جنيه في مصر، كما أن مصر بها 300 ألف مشعوذ.