قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ ان الشريعة الإسلامية اتسمت بالتكامل والتوازن، فكما اعتنت بحاجات الإنسان الجسدية؛ لم تغفل الاحتياجات النفسية والرُّوحية، وكما جعلت أوقاتًا مخصوصة لكثير من الطاعات؛ فإنها أباحت الترويح الذي لا يتنافى وآداب الإسلام؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ لسيدنا حنظلة رضي الله عنه: «يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً». [أخرجه مسلم] أي: تذكر ربك ساعة، وتروِّح عن نفسك وأهلك من غير معصية لله ساعة.
وقد كان سيدنا رسول الله ﷺ يُروِّح عن نفسه وأزواجه؛ فيُسابق أُمِّنا السيدة عائشة رضي الله عنها، ويأذن لها بمشاهدة الحَبَش وهم يلعبون بحرابهم في مسجده النبوي الشريف، ويقول: «لتَعْلَم يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً، إِنِّي أُرْسِلْتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ». [أخرجه أحمد].
ومع إباحة الترويح؛ إلا أن الإسلام قد وضع له جملةً من الضوابط والآداب، التي يراعي المُسلم من خلالها حقّ ربه، ونفسه، ومُجتمعه، منها:
1️-أن تكون وسيلة الترفيه مباحة شرعًا؛ فلا يجوز الترفيه بالمحرّم، وألا يشغل الترويح عن واجب شرعي كأداء الصلاة في وقتها، وبر الوالدين، وألا يشغل عن مسئولية حياتية وأسرية.
2️- الاعتدال في الإنفاق، والابتعاد عن الإسراف.
3️- الابتعاد عن الاختلاط المُحرَّم، الذي لا حدود للتعامل فيه بين الرجال والنساء.
4️- التزام كلٍّ من الرجل والمرأة بغض بصرهما عن المُحرَّمات.
5️- الالتزام بآداب الملبس في الإسلام، والمحافظة على العفة والحياء وستر العورات من الرجال والنساء.
6️-عدم الخلوة بين الرجل والمرأة، وترك الخضوع بالقول، وعدم إبداء المرأة زينتها للرجال الأجانب عنها.
7️- حفظ السمع عن كل ما لا يحلّ سماعه، سيما الكلمات الهابطة، والأغاني الصاخبة الخادشة للحياء والمُدمِّرة للأخلاق، وما يصحبها من تصرفات وحركات تُنافي قيم الإسلام وآدابه.
8️- عدم تعريض النَّفس والأهل لمغامرة قد تؤدى إلى ضرر، والابتعاد عن الألعاب الخَطِرة.
9️- عدم التعدّي على الآخرين، أو إيذائهم، أو إزعاجهم، أو التَّنمر ضدهم، أو ترويعهم.
1️0- الالتزام بالقواعد التنظيمية لأماكن التصييف والترويح، والمحافظة على نظافة الشواطئ والمتنزهات؛ فالمسلم عنوان لدينه أينما حل.
فقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: «المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسَانِهِ ويَدِهِ». [متفق عليه]